المالكي يتشبث مجدداً بشيوخ العشائر استعداداً للانتخابات العراقية

المالكي يتشبث مجدداً بشيوخ العشائر استعداداً للانتخابات العراقية

17 سبتمبر 2019
المالكي يحاول توظيف شيوخ العشائر (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -
قبيل الانتخابات المحلية في العراق المقرر إجراؤها خلال الربع الأول من العام المقبل، يعود رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، المتهم بجرائم تطهير طائفية وفساد مالي وانتهاكات إنسانية، مجددا إلى واجهة الحدث لكن هذه المرة عبر سلسلة لقاءات يجريها مع زعماء العشائر، قاطعها عدد كبير منهم ورفض حضورها. ويأتي ذلك بعد تراجع واضح في شعبية حزب "الدعوة الإسلامية" الذي يتزعمه، وبعد أكثر من 12 عاما على احتكار الحزب منصب رئاسة الوزراء، لم تشهد خلالها البلاد سوى مزيد من الفوضى والفتن وتردي الخدمات.

واستهل المالكي لقاءاته مع عدد من زعماء محافظات جنوب العراق، قبل أن ينتقل إلى محافظة نينوى وعاصمتها المنكوبة الموصل، وصولا إلى بغداد.
وكشف عضو في البرلمان العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن لقاءات المالكي العشائرية تتم من خلال تنسيق بين مكاتب حزب الدعوة وشيوخ عشائر من مختلف المناطق، كاشفا عن أن أكثر من 32 شيخ عشيرة من كبار عشائر العراق رفضوا حضور لقاءات للمالكي بسبب "طائفية الرجل وعدم حسن نواياه".

وأضاف أن "تلك اللقاءات محاولات للعودة إلى الأضواء وتمهيدا للانتخابات المحلية المقبلة بعد مسح أظهر تراجع شعبية حزب الدعوة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003، بما فيها قيادات الحزب من الخط الأول"، مؤكدا أن "المالكي لم يوزع هدايا كما اعتاد على ذلك في لقاءاته مع شيوخ العشائر كقطع سلاح أو ساعات أو مبالغ مالية لكنه وعدهم بامتيازات كثيرة من أجل مساعدته للعودة إلى الدولة القوية"، على حد قوله.
بالمقابل قال عضو حزب "الدعوة" في محافظة بابل علي الطويرجاوي لـ"العربي الجديد"، إن لقاءات المالكي تتم بصفته زعيم "ائتلاف دولة القانون"، وليس أمين عام حزب "الدعوة الإسلامية"، مبينا أن "زعماء القبائل أو شيوخ العشائر من ضمن النسيج الاجتماعي العراقي وأي تكتل سياسي بحاجة لهم ولدعمهم".
وأشار كذلك إلى أن "هناك زعماء سياسيين يفعلون مثل تلك اللقاءات بالخفاء لكن بالنسبة للمالكي تتم بشكل معلن"، وفقا لقوله.
وبحسب مسؤول قريب من ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه المالكي فإن "جدول أعمال المالكي خلال الفترة المقبلة يتضمن لقاءات مكثفة مع شيوخ عشائر المحافظات كافة، من دون استثناء"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنّ "المالكي يريد من تلك اللقاءات أن يعيد مكانته بين الشيوخ الذين يحاول كسبهم لصفه، وتحقيق مكاسب انتخابية خلال الفترة المقبلة".
وأشار إلى أن "لقاءات المالكي ستركز بداية على شيوخ ووجهاء المحافظات التي ليست له بها قاعدة شعبية، والتي عانت من سوء إدارته، كمدينة الصدر ونينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين وغيرها، قبل المحافظات الأخرى".
الموصل التي سقطت في رئاسة المالكي الثانية للحكومة بعد تظاهرات شعبية عارمة شارك بها أهلها احتجاجا على سياسته الطائفية ضدها، قال عنها خلال لقائه أول أمس مع شيوخ قدموا على أنهم ممثلون عن الموصل بإن "أهالي الموصل دعاة مركزية الدولة العراقية، والموصل ابتليت بمجرمين جاهلين هم القاعدة وداعش"، مشددا "لا يمكن أن تبقى أوضاع الموصل على الشكل الحالي"، وفقا لزعمه.
بالسياق قال الشيخ عباس الطائي أحد زعماء قبائل الموصل إن "هناك مخادعة في تلك اللقاءات فقيل لبعض الشيوخ إنهم سيشاركون في مؤتمر قبلي حول المصالحة الوطنية والاستقرار واكتشفوا أنهم في مقر إقامة المالكي بعد المجيء بهم من نينوى وإن آخرين علموا ذلك مسبقا وشاركوا أملا بهدايا أو الحصول على امتيازات كتمرير معاملات تعويض أو رفع أسماء من المشتبه بهم أو مساعدتهم في حل مشاكل قانونية لديهم وهناك قسم لم يشارك كون اللقاء مع شخص ساهم بإذكاء الفتن الطائفية وتدمير مناطقهم"، وفقا لقوله.


في المقابل، عد عضو مجلس محافظة نينوى، حسن العيساوي، لقاءات المالكي مع شيوخ العشائر ضمن الدعاية الانتخابية المبكرة للانتخابات المحلية، مؤكدا في تصريح صحافي، أن "الشيوخ والوجهاء كثر، ولا يمكن منع أي منهم من لقاء أي سياسي أو مسؤول".

وأشار إلى أن "من يمثل أهالي نينوى هو حكومتها المحلية ومجلس المحافظة"، معتبرا أن "هذه اللقاءات لا تعبر عن وجهة نظر الأهالي أو تطلعاتهم المستقبلية".

وخلال فترة حكم المالكي، استطاع أن يكسب بصفه عددا من شيوخ العشائر في أغلب المحافظات، والذين يستغلهم لتنفيذ أجنداته.