"أوامر" البغدادي لمقاتليه تفسّر سبب شراسة معارك الموصل

"أوامر" البغدادي لمقاتليه تفسّر سبب شراسة معارك الموصل

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
17 مارس 2017
+ الخط -
في تطور يفسر سبب قتال عناصر التنظيم بشراسة في أحياء غرب الموصل، أعلن مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد" أن الجيش عثر على رسالة صوتية لزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي في هاتف أحد مقاتلي التنظيم الذين قضوا بمعارك جرت يوم الأربعاء، في الموصل القديمة، يأمر فيها مقاتليه بعدم الانسحاب مما تبقى تحت أيديهم من أحياء سكنية. وأضاف المسؤولون أن البغدادي يطلب من عناصر "داعش" القتال حتى النهاية وقتل أكبر عدد ممكن من "المرتدين والصليبيين"، وفق ما ذكر المسؤولون.

وبحسب المصادر، باتت الآمال المعقودة على فرار من تبقى من أفراد "داعش" ضعيفة جداً، لكن هذا يعني أن مصير الأحياء التي يتحصنون فيها، سيكون مشابهاً لمصير الأحياء السابقة التي تعرضت لتدمير كبير بسبب القصف الجوي والصاروخي والمعارك والعمليات الانتحارية، على حد قول المسؤولين العسكريين العراقيين.
ومنذ فجر أمس الخميس، ازدادت حدة وشراسة الاشتباكات في أحياء نابلس ووادي العين والرسالة والموصل الجديدة والمحطة وأطراف الموصل القديمة، بشكل لم تعهدها مدينة الموصل منذ بدء معركة تحريرها. وبلغ التصعيد أوجه مع تنفيذ تنظيم "داعش" لنحو 20 عملية انتحارية أوقعت خسائر كبيرة في صفوف القوات المهاجمة، التي بدورها نجحت في قتل أعداد مماثلة من عناصر التنظيم. وتدخل الطيران الأميركي والفرنسي لمساعدة القوات العراقية، طوال يوم أمس، وبدا القصف الجوي أكثر فاعلية من العمليات البرية، بحسب المصادر.

وقال عضو قيادة عمليات نينوى بالجيش العراقي، العقيد الركن فلاح الوائلي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "التقدم أخذ بالتباطؤ بسبب حدة القتال، إذ يشعر أفراد داعش أنهم يجب أن يقاتلوا للحفاظ على حياتهم"، وفق تعبيره. وتابع أن هؤلاء العناصر "سيقتلون في كلا الحالتين، إنْ فروا سيتم إعدامهم بتهمة عصيان الأوامر الموجه لهم من زعيم التنظيم، وإنْ استمروا سيقتلون لا محالة"، بحسب تقديره. ولفت إلى أن خيار مقاتلي "داعش" يتمثل في الاستمرار بالقتال، "ما يعني أن الاستسلام غير وارد مطلقاً"، على حد قوله.

وذكرت مصادر محلية أخرى في الموصل لـ"العربي الجديد" أن القيادي بتنظيم "داعش"، الأردني عمر مهدي زيدان، قد قتل في غارة جوية أميركية. ولفتت إلى أن زيدان هو أحد أبرز مساعدي البغدادي. إلا أن متحدثاً باسم وزارة الدفاع العراقية، قال في اتصال مع "العربي الجديد" إنه "لا يمكن إعلان ذلك بشكل رسمي حتى التأكد تماماً من المعلومات"، لافتاً إلى أن السلطات العسكرية العراقية تحقق في شأن مقتله.



من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن ضابط عسكري أن القوات العراقية سعت أمس لتطويق المدينة القديمة من أجل محاصرة عناصر "داعش" المتحصنين داخل هذه المنطقة.
وأعلنت قيادات عسكرية عراقية عن قرب إعلان السيطرة الكاملة على الجانب الغربي لمدينة الموصل، في تصريحات صحافية متفائلة عقب تقدم القوات العراقية وانحسار سيطرة "داعش" في مناطق سكنية صغيرة غربي الموصل خلال المعارك الحالية.
وقال قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد" إن "إعلان السيطرة على غرب الموصل سيكون قريباً جداً"، بحسب تعبيره. ويأتي إعلانه بعد تمكن قوات الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي" من فرض سيطرتها على مناطق شمال الموصل بالتزامن مع تمكن قوات "الشرطة الاتحادية" و"التدخل السريع" وقوات "مكافحة الإرهاب" من السيطرة على أجزاء واسعة في منطقة الموصل القديمة والسيطرة على أقدم جسور الموصل الذي يربط قسمها الشرقي بالغربي.

وفي هذا الصدد، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن المتحدث باسم الجيش العراقي، العميد يحيى رسول، أنه تمت استعادة السيطرة على ما يصل إلى 60 في المائة من غرب الموصل، لكنها أشارت إلى تضارب بين هذه التقديرات والمعطيات التي كشف عنها القائد الأميركي لقوات التحالف البرية في العراق، الميجور جنرال جوزيف مارتن، بقوله إن القوات المهاجمة استعادت السيطرة على "ما يزيد قليلاً عن ثلث" أحياء غرب الموصل.

في غضون ذلك، أعلنت قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" أن "قوات عراقية تمكنت من استعادة منطقة بادوش التي تقع شمال غرب الموصل بعد أكثر من أسبوع على محاصرتها". وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق عبد الأمير يارالله، إن "قطعات من الفرقة المدرعة التاسعة وأخرى من فرقة الإمام علي القتالية التابعة لمليشيات الحشد، تمكنت من استعادة الناحية"، وفق تعبيره. وأضاف أن هذه القوات "تكون بذلك قد أحكمت سيطرتها على الضفة الغربية لنهر دجلة وقطع كل طرق الإمداد على مقاتلي داعش الموجودين داخل الجانب الغربي للموصل"، وفق حديثه. واستعادة منطقة بادوش تعني من الناحية العسكرية قطْع آخر خطوط الإمداد لتنظيم "داعش" بين مدينتي الموصل وتلعفر من جهة، والأراضي السورية من جهة أخرى.

بدوره، أكد المتحدث باسم قوات "مكافحة الإرهاب"، صباح النعمان، لـ"العربي الجديد" أن عناصر هذا الجهاز تمكنوا "من استعادة حي الموصل الجديدة بعد ثلاثة أيام من المواجهات انتهت بانسحاب مقاتلي تنظيم داعش من الحي بعد تكبدهم خسائر كبيرة". وأضاف أن "طيران التحالف الدولي قدم دعماً جوياً كبيراً للقوات البرية العراقية في توجيه ضربات مباشرة للمواقع والأماكن التي كان يتحصن فيها مقاتلو التنظيم في الحي وهو ما ساهم كثيراً في تمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة عليه"، وفق قوله.

وحول أزمة النزوح التي سببتها العمليات العسكرية في الموصل، أكد مسؤولون محليون في الموصل استمرار توافد آلاف الأسر نحو مناطق سيطرة القوات العراقية، هرباً من القصف المكثف والاشتباكات الطاحنة التي تشهدها بعض مناطق الجانب الغربي لمدينة الموصل. وأعلنت "منظمة الهجرة الدولية" يوم الأربعاء، عن نزوح حوالي 100 ألف عراقي منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الجانب الغربي للموصل من قبضة تنظيم "داعش"، وذلك في تغريدة عبر حساب المنظمة الرسمي على موقع "تويتر"، فيما أعلنت وزارة الهجرة العراقية عن ارتفاع عدد النازحين إلى 150 ألفاً.

وكانت القوات العراقية قد شنت في 19 فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية واسعة لاقتحام الجانب الغربي لمدينة الموصل، والذي يمثل المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش"، وتمكنت بعد مضي حوالي شهر من السيطرة على أكثر من 17 حياً داخل المدينة، إضافة إلى مطار المدينة وقاعدة عسكرية وقرى ومناطق في أطراف المدينة.

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال

المساهمون