12 حيّاً موصلياً تؤجل إعلان التحرير... والمأساة الإنسانية تكبر

12 حيّاً موصلياً تؤجل إعلان التحرير... والمأساة الإنسانية تكبر

15 مارس 2017
قوات عراقية في المدينة القديمة بالموصل (أريس ميسينيس/فرانس برس)
+ الخط -
سيطرت القوات العراقية والفصائل المتحالفة معها على أكثر من ثلثي مدينة الموصل بمساحتها الاجمالية البالغة نحو 180 كيلومتراً، وذلك بعد تمكنها أمس الثلاثاء، من السيطرة على مناطق الموصل القديمة التي تمثل النواة الأولى لنشوء المدينة وفيها أبرز معالمها التاريخية. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان منظمة الهجرة الدولية أنه "تمّ تسجيل نزوح أكثر من 80 ألف شخص جراء معارك غرب الموصل". ووفقاً لمصادر عسكرية فقد تمكنت القوات العراقية من فرض سيطرتها على غالبية الموصل القديمة وسط الساحل الأيمن، ومنها محطة القطار وسوق المعاش والمنازل والأزقة القديمة المجاورة، فضلاً عن مبانٍ حكومية عدة، ومبنى السراي العثماني ومنطقة الباب الحديد والباب الأبيض وهما آخر منطقتين قبل الوصول إلى ضفاف دجلة. ولم يتبق من الموصل سوى 12 حياً سكنياً لإعلان بغداد انتهاء المعركة واستعادتها بالكامل، وفقاً لتأكيد العميد الركن أحمد العبيدي من قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد".

وأضاف أن "تلك الأحياء لن تستغرق سوى أيام قليلة أخرى، وأبرز ما فيها أحياء الكنيسة والتجار والرفاعي والشفاء، ونأمل أن يتم ذلك قريباً". وبيّن أن "داعش ما زال يحتمي بالعائلات ولا يسمح بخروجها ويقصف كل منطقة ينسحب منها بكثافة بواسطة قذائف الهاون".

وذكر قائد "حرس نينوى"، محافظ الموصل السابق، أثيل النجيفي، أنه "لم يتبق من معركة تحرير (الساحل) الأيمن سوى أيام"، مضيفاً في بيان له أنه "علينا الاستعداد لمنع أي تغيير ديمغرافي يقع على مدينة الموصل بعد التحرير". وشدّد أنه "علينا قبل كل شيء ألا ندع الإحباط يدفع أهالي المناطق المحررة إلى التطرّف مرة أخرى".

وكانت القوات العراقية قد استعادت أمس السيطرة على محطة قطار الموصل، في الجانب الغربي من المدينة. وأشار قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إلى أنه "تم تحرير محطة قطار نينوى ومرآب بغداد جنوب غربي الموصل القديمة". كذلك كشف المدير العام لشركة السكك الحديد في العراق سلام جبر سلوم، أن "المحطة مهمة وتعرضت لكثير من الهجمات من الإرهاب قبل دخول داعش، لكونها تعدّ ممراً رئيسياً من الشمال إلى الجنوب وتنقل بضائع من تركيا وسورية إلى بغداد والبصرة".


في غضون ذلك، كشف مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، أن "فريقاً عسكرياً أميركياً دخل إلى مناطق محررة في الموصل ووضع يده على وثائق ومعدات وأجهزة كومبيوتر تابعة لتنظيم داعش تركها خلفه". وأشار إلى أن "القوات الأميركية أخذتها إلى مكان مجهول، وقالت إنها تعمل على تحليل المعلومات التي بداخلها، خصوصاً الصور والمراسلات وأرقام الهواتف التي وجدت فيها".

في موازاة ذلك، فإن الخسائر الكبيرة بين المدنيين ارتفعت، مع سقوط ما لا يقل عن 50 مدنياً وجرح عشرات آخرين، بقصف جوي وصاروخي على أحياء الموصل التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم. وذلك في وقت الذي أكد فيه المرصد العراقي لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 1000 مدني منذ بدء معارك الساحل الأيمن، من بينهم 700 شخص قتلوا في مناطق سيطرة "داعش" ولا تتوفر معلومات عنهم، وفقاً لبيان أصدره مساء أمس.

ونقل تقرير المرصد عن سكان محليين من داخل حي الفاروق بالساحل الأيمن، أن "تنظيم داعش استخدم أسطح بعض منازل المدنيين لإطلاق الصواريخ على القطعات العسكرية العراقية، ما دفع طيران التحالف الدولي لاستهداف مصادر النيران"، مؤكداً أن "التنظيم أجبر سكان المناطق التي ما تزال تحت سيطرته على إزالة الأبواب، وتهديم الجدران الفاصلة بينها، لتسهيل مرور عناصر داعش بين الأزقة".

من جهتها، أفادت منظمة "الهجرة الدولية"، والتي بدأت بتسجيل عمليات النزوح بعد ستة أيام من انطلاق العملية في تغريدة على موقعها على "تويتر"، بأن "عدد النازحين بلغ 80 ألفاً و568 شخصاً حتى الآن". لكن يبقى هذا العدد صغيراً مقارنة بنحو 600 ألف شخص يُقدّر بأنهم لا يزالون داخل غرب الموصل منذ انطلاق العملية.

وذكرت الأمم المتحدة أنه نزح 300 ألف شخص منذ بدء العمليات العسكرية ضد "داعش" في الجانب الشرقي للموصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. واستقبل إقليم كردستان العراق نحو عشرة آلاف نازح من الجانب الغربي لمدينة الموصل، ووضع النازحون في مخيم جديد حمل اسم جماكور شرق الموصل قرب منطقة الخازر، وجاءت هذه الخطوة بعد عجز مخيمات جنوب الموصل عن استقبال مزيد من النازحين الذين اضطروا للمبيت في العراء في أوضاع مأساوية. وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد ذكرت قبل يومين أن أعداد نازحي غربي الموصل وصلت إلى أكثر من مائة ألف شخص.