الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تحتال بإعلان تعليق تعاونها مع "يونسكو"

الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تحتال بإعلان تعليق تعاونها مع "يونسكو"

14 أكتوبر 2016
"اليونسكو" تنفي صلةَ اليهود بالقدس والأقصى(محمود إلين/Getty)
+ الخط -
وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، تعليق تعاونها مع منظمة "الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونسكو)، بأنه "استمرار للكذب وتشويه الحقائق"، معللة ذلك "بأن إسرائيل لم تتعاون يوماً مع يونسكو ولم تنفذ أيا من قراراتها".

وأعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، اليوم، تعليق كل نشاط مهني مع (يونسكو) "على الفور"، وذلك على خلفية مصادقة لجنة الشؤون الخارجية على مشروعي قرارين حول القدس، يقضيان باعتبار المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف "موقعاً إسلامياً مقدساً ومخصصاً للعبادة".

وفي حديثٍ خاص مع "العربي الجديد"، أوضح رئيس دائرة الأمم المتحدة والهيئات المختصة في وزارة الخارجية، عمر عوض الله، أن "الاحتلال مستمر في دعايته الكاذبة، وتعليق التعاون مع يونسكو، هو استمرار لحملة كذب، بهدف تشويه الحقائق".

وقال عوض الله "لم تتعاون إسرائيل يوماً مع اليونسكو، أو مع أي مؤسسة قانون دولي تابعة للأمم المتحدة، بل على العكس، ترفض قراراتها، وتستمر في الانتهاكات على الأرض".

وذكر "أصدرت يونسكو مجموعة قرارات منذ عام 1982، لم تطبق إسرائيل منها أيا قرار، بل على العكس طردت بعثة اليونسكو من الأرض الفلسطينية المحتلة وداخل الأراضي 1948 منذ نهاية الثمانينات".

وأردف "لم تسمح حكومة الاحتلال لبعثة اليونسكو بالحضور إلى الأراضي المحتلة سواء بعد تأسيس السلطة 1994، أو بعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين عام 2012، وترفض استقبال البعثة حتى الآن".

وأضاف "كما ترفض إسرائيل تطبيق قرار يونسكو إرسال بعثة خبراء، من أجل الاطلاع، واستكشاف ما يحصل على أرض الواقع، منذ أربع سنوات، وترفض عقد اجتماع في باريس للجان خبراء الحفاظ على التراث حتى لا يتم فتح النقاش حول موضوع القدس".

وتبنى مجلسُ المدراء التابع لـ"يونسكو"، أمس الخميس، قرارين، أولهما ينفي أي علاقة أو رابط تاريخي أو ديني أو ثقافيٍ لليهود واليهودية في مدينةِ القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك. أما الثاني، فيؤكد أن المدارس والجامعات ومواقع التراث الثقافي تتمتع بحماية خاصة.

وتقوم إسرائيل بجهود كبيرة وتدفع ملايين الدولارات وتجند دولاً غربية كبرى من أجل الوصول إلى صيغة في جميع المؤسسات الدولية يتم فيها ذكر المسجد الأقصى إلى جانب جبل الهيكل. كما صرّح وزير الخارجية الأميركية جون كيري أكثر من مرة، بهدف تثبيت ما تريده إسرائيل من تشويه للحقائق.

وحول الجديد الذي يحمله القراران، أوضح عوض الله "تأتي أهمية هذه القرارات ورد الفعل الإسرائيلي الغاضب عليها، لسببين، أولاً: لأن إسرائيل دفعت ملايين الدولارات علاقات عامة دولية هدفها تقويض الوجود الفلسطيني في المنظمات الدولية، وعملت دعاية مضادة مفادها بأن الفلسطينيين ينفون علاقة اليهود والمسيحيين بمدينة القدس، وهذا أمر عار عن الصحة".

وتابع "الأمر الآخر الذي بدأت إسرائيل تتنبه له هو أن المحكمة الجنائية الدولية تجمع أدلة تدين قيام قائد عسكري في مالي بسبب استهدافه لمواقع التراث، وإسرائيل تعلم أن المسار القانوني الفلسطيني ماضٍ في طريقه، لذلك تقوم بما وسعها لتقويض كل الجهود الفلسطينية في هذا السياق، ولكنها فوجئت بأن هناك دولا تصوت ضدها وضد ما تقوم به من تشويه الحقائق على الأرض".

وصوتت 24 دولة لصالح القرار الفلسطيني، مقابل 6 دول فقط عارضته، و26 دولة امتنعت عن التصويت، بينما تغيب ممثلو دولتين خلال الاجتماع الذي عقد في مقر "يونسكو" في العاصمة الفرنسية باريس.

المساهمون