كوربن يعرض على ماي إعادة إحياء المؤتمر البريطاني الإيرلندي

كوربن يعرض على ماي إعادة إحياء المؤتمر البريطاني الإيرلندي مؤمناً بإيرلندا موحدة

24 مايو 2018
كوربن: لن تكون هناك حدود في البحر الأيرلندي(فرانس برس)
+ الخط -

يُنتظر أن يدعو رئيس حزب العمال، جيريمي كوربن، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي  لإعادة إحياء المؤتمر البريطاني الإيرلندي الحكومي المشترك، والذي تم تأسيسه بعد اتفاقية الجمعة العظيمة للمساعدة في استعادة حكومة تقاسم السلطة في إيرلندا الشمالية، في كلمة له اليوم الخميس.

ويتقدم كوربن بالمقترح في كلمة سيلقيها في الذكرى العشرين للاتفاق خلال زيارته الأولى لإيرلندا الشمالية منذ توليه زعامة حزب العمال. ويواجه هذا المقترح معارضة من قبل الأطراف التي تعارض حصول الجمهورية الإيرلندية على أي قرار فيما يعتبر شأناً داخلياً بريطانياً.

إلا أن فشل الأطراف السياسية المحلية في إيرلندا الشمالية في تشكيل حكومة إقليمية منذ الشهر الأول من العام الماضي، دفع بزعيم المعارضة البريطانية إلى طلب تدخل الحكومات المركزية في كل من لندن ودبلن لصالح حل هذا الانسداد السياسي.

كما قال المتحدث باسم كوربن قبيل توجه الزعيم العمالي إلى بلفاست، أن كوربن لا يزال يؤمن بضرورة توحيد الجزيرة الإيرلندية. إلا أنه يعتقد أن الأمر حالياً بيد الشعب في شمالي الجزيرة، وهم من يقررون مستقبلهم وفقاً لاتفاقية بلفاست.

وتصدر كوربن مؤيدي توحيد الجزيرة الإيرلندية خلال مهنته السياسية كنائب في البرلمان البريطاني على مدى 35 عاماً، وغالباً في وجه التيار العام لحزب العمال. والتقى كوربن بزعيم الشين فين السابق، جيري آدامز، عدة مرات في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك في ذروة الحرب الأهلية في إيرلندا الشمالية. كما كان كوربن من معارضي الاتفاقية الإيرلندية الإنكليزية عام 1985، والتي كانت من الخطوات الأولى على مسار السلام في الجزيرة.

وقال المتحدث باسم كوربن "على مدى السنين، كان موقف كوربن جلياً من أن أغلبية سكان الجزيرة الإيرلندية يريدون رؤية إيرلندا موحدة. ولكن في سياق اتفاق الجمعة العظيمة لا يمكن أن يتم هذا الأمر إلا من خلال عملية دستورية مبنية على الاتفاقية وهو ما يدعمه جيريمي كلياً".

ووفقاً لبنود الاتفاقية الحالية يمكن لإيرلندا الشمالية الانضمام إلى الجمهورية الإيرلندية في حال وافق شطرا الجزيرة على هذه الخطوة بأغلبية سكانهما.

كما سيطلب كوربن من ماي تفعيل اللجنة الحكومية الإيرلندية البريطانية المشتركة، في دعم لطلب الأحزاب الإيرلندية القومية، مثل الشين فين، وذلك للتغلب على الأزمة السياسية الحالية في بلفاست. إلا أن الاتحاديين من مؤيدي التاج البريطاني، يرفضون مثل هذه الخطوة.

وفشلت المفاوضات بين الأطراف السياسية في إيرلندا الشمالية في تشكيل حكومة جديدة بعد انهيار الحكومة الأخيرة في يناير/ كانون الثاني 2017، عندما انهارت الحكومة نتيجة خلاف على السياسات البيئية. وشهدت المفاوضات التالية تفاقم الخلافات بين الحزبين الرئيسيين: الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الشين فين، لتشمل كافة المواد الخلافية بينهما.

ويقول كوربن في هذا السياق "إن تقاسم السلطة وتسليمها للسلطات المحلية قد ساهم في منح كافة المجتمعات صوتاً وساعد على حفظ السلام. ولكن في حال لم نستطع حل الانسداد السياسي في ستورمونت في بلفاست، أطالب الحكومة البريطانية بإعادة تفعيل المؤتمر البريطاني الإيرلندي الحكومي المشترك. يجب أن نفعّل الجهود للوصول إلى حل خلاق، في ظل اتفاق الجمعة العظيمة، ولتجنب العودة إلى الحكم المباشر من قبل ويستمنستر".

كما يتطرق كوربن إلى سياسة حزبه الخاصة بالاتحاد الجمركي والحدود البريطانية الأوروبية بين إيرلندا الشمالية والجمهورية الإيرلندية بعد بريكست "مدفوعين بمتطرفي السوق الحرة في صفوفهم، يشكل المحافظون المتهورون في مقاربتهم للبريكست خطراً حقيقياً على الوظائف ومعايير الحياة في إيرلندا الشمالية ويهددون بتقويض التعاون والتناغم في السنوات الماضية".

ويضيف "لن يدعم حزب العمال أي صفقة بريكست تشمل نصب الحدود الصلبة في هذه الجزيرة. ولكننا واضحون أيضاً بأنه لن تكون هناك حدود في البحر الأيرلندي كذلك. ولهذا فإن حزب العمال يتقدم بخطة ستوفر حلاً لهذه المشكلة، خطة باعتقادي تتمتع بدعم الأغلبية في ويستمنستر".

 

المساهمون