هنية يدعو إلى لقاء وطني فلسطيني لـ"وضع استراتيجية مواجهة"

هنية يدعو إلى لقاء وطني فلسطيني لـ"وضع استراتيجية مواجهة"

23 يناير 2018
هنية: متمسكون بالمصالحة (العربي الجديد)
+ الخط -

دعا رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، إلى "اجتماع وطني فلسطيني عاجل، لوضع استراتيجية شاملة للتصدي للمشاريع الإسرائيلية والأميركية التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية والنيل من الحقوق الوطنية والثوابت". 

وقال هنية، في خطاب ألقاه في منزله بمخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، إن "الفلسطينيين بحاجة إلى استراتيجية وطنية شاملة ومتفق عليها للخروج من الواقع الحالي"، داعياً إلى "تعزيز الوحدة الوطنية، وترتيب البيت الداخلي، والإسراع في إنجاز خطوات المصالحة بدون عوائق ودون تلكؤ". 

وأضاف "ندعو لعقد اجتماع عاجل وشامل لوضع استراتيجية شاملة للتصدي للمشاريع الصهيونية والأميركية، وهذه دعوة مفتوحة وجاهزون لها.. نحن جاهزون للذهاب لأي عاصمة، وخاصة القاهرة، لأنها هي التي ترعى اليوم الحوار، مع ترحيبنا بأي جهد عربي يساعدنا كفلسطينيين ويشارك إخواننا في مصر لتحقيق المصالحة"، معلنا تلقيه اتصالاً من مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء سامح نبيل، أبلغه فيه أنّ "مصر مستمرة في رعايتها للمصالحة الفلسطينية، وأنّ أي تغيرات داخلية هي شأن مصري لا تؤثر على رعاية المصالحة".

ونقل هنية عن نبيل قوله إنّ "تحقيق المصالحة الفلسطينية توجه مصري رسمي وليس فرديا أو شخصيا"، وأنّ القاهرة "مستمرة في رعايتها للمصالحة، وقد تحدث مع مسؤولي حركة "فتح" الذين أبدوا التزامهم بالمضي فيها"، متحدثاً عن "سعي مصري لعقد لقاء بين حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة في وقت قريب".

وانتقد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" بعض الأطراف التي قال إنها "لا تتشرب فكرة الشراكة، ولا تستوعب منطقة الديمقراطية وكيفية التعايش في ظل اختلاف البرامج"، مُقراً في الوقت ذاته بوجود صعوبات، غير أنه لفت إلى أنّ "المصالحة ستصل لنهاية الطريق".

وشدد على أنّ حركته كأحد الأطراف الرئيسية "ما زالت متمسكة بالمصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ولن تغادر هذا المربع"، مشيراً إلى ننا في مرحلة تحرر وطني، وتحديات وخطورة، والقانون الطبيعي للشعوب تحت الاحتلال تتلمس المصالحة والوحدة، ونحن لم نغادر هذا المربع، ونحاول والوصول لأهداف واقتراحات مشتركة".

وذكر أنّ الرسائل التي تصلهم من حركة "فتح" تؤكد كذلك أنهم على موقفهم، ومتمسكون بالمصالحة والوحدة الوطنية، لافتاً إلى زيارات قريبة ستقوم بها وفود من الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى قطاع غزة، لإتمام بعض ملفات المصالحة.

وعن القرار الأميركي الأخير بشأن نقل السفارة للقدس، والاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، تحدث هنية عن ثلاثة مسارات لمواجهة القرار تم المضي فيها، الأول من خلال الهبة الشعبية، والثاني من خلال استنهاض الأمة وقواها للانخراط بمشروع الدفاع عن القدس وإسناد الحق الفلسطيني، والثالث الاتصالات السياسية والحركة الدبلوماسية.

كما اعتبر أن "هذه المسارات الثلاثة حيوية وواعدة، وقدمت رسالة قوية بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وأنه لن يمرر هذه المؤامرة، وهذه الاتصالات تؤكد أنه لو كل العالم اعترف بالقدس عاصمة لما يسمى بالكيان الإسرائيلي، فإنّ هذا الاعتراف باطل ولا يُلزم الفلسطينيين ولن يحبطهم"، وفق هنية.

وحذّر هنية من الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، الذي أكد أنه "يمر في ظروف غير مسبوقة"، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود من أجل "إنهاء هذا الوضع القاسي"، لافتاً إلى أنّ "المسؤولية تقتضي مد يد الأخوة لأهل غزة"، في رسالة وجهها لقيادة حركة "فتح".

وأضاف 
"صعب أن تستمر الأوضاع هكذا بغزة، نحن قد نكون أمام سيناريوهات صعبة، لذلك نحن مستمرون في موضوع المصالحة".