ألمانيا: انطلاق السباق لخلافة ميركل داخل "المسيحي الديمقراطي"

ألمانيا: انطلاق السباق لخلافة ميركل داخل "المسيحي الديمقراطي"

15 نوفمبر 2018
المنافسة تحتدم بين ثلاثة مرشحين (آدم بيري/Getty)
+ الخط -

انطلق مساء اليوم الخميس، في مدينة لوبيك، شمالي ألماني، وبمشاركة حوالي 750 مشاركاً، السباق على زعامة "الحزب المسيحي الديمقراطي"، في أول ثمانية مؤتمرات إقليمية للحزب ستُعقد تباعا حتى السابع من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، موعد المؤتمر العام للحزب، والذي سيُعقد في هامبورغ، شمالا.


وتأتي هذه الجولات والمؤتمرات التي يشارك فيها عدد من المرشحين، بعد أن أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل منذ أسبوعين، أنها لن تترشح لولاية جديدة، منهية بذلك فترة 18 عاما قضتها في قيادة "المسيحي الديمقراطي".

ويخوض أكثر من عشرة مرشحين أبرزهم الأمينة العام للحزب، أنغريت كرامب كارنباور، ووزير الصحة الحالي، ينس شبان، ورئيس الكتلة الأسبق في البرلمان "بوندستاغ"، فريدريش ميرز، السباق بكثير من الحماسة.

ويتوقع المراقبون أن تكون المنافسة متقاربة بين الأطراف الثلاثة، في وقت يسعى فيه المرشحون لاستنهاض همم المؤتمرين وإقناعهم بأفكارهم أمام حضور من ولايات هامبورغ وشليسفيغ هولشتاين ومكلنبورغ فوربومرن، وليقرر الشهر القادم المندوبون، والذين يتجاوز عددهم ألف شخص، إلى من ستؤول زعامة "المسيحي الديمقراطي" بعد ميركل.

وتسود حالة من الترقب داخل الحزب مع الكثير من الجدل والقليل من النقاش حول الملفات والقضايا الرئيسية المستقبلية المطلوب تبنيها، ومنها الرقمنة وحماية المناخ وإصلاح ضريبة الشركات والدخل لتعزيز التماسك الاجتماعي، مع العلم أن الحزب بات بحاجة إلى انطلاقة جديدة والتغيير في مناصب القيادية بغية رأب الصدع مع الناخبين بعد انتخابات إقليمية في ولاية هيسن، كانت بمثابة الكارثة التاريخية على الحزب ومناصريه.

ويثير المرشح ميرز، الذي عاد إلى الحياة السياسية الحزبية بعد انقطاع تسع سنوات، ضجة واهتماما إعلاميا لكونه معروفاً بالرمز المضاد لميركل، سواء في الأسلوب أو المضمون، وهو يقوم بنشاط مكثف رغم إعلانه أنه مهتم بتعاون مثمر معها، ومن أنه لن يكون منحازا إلى السياسات الاقتصادية الليبرالية.

ويثني ميرز على دور حزب "الخضر" بحماسة كبيرة باعتباره شريكا محتملا في الائتلاف. كما أن ميرز يتمتع بشعبية لدى شبيبة الحزب، وهناك خشية من أن يؤثر وصوله للزعامة إلى زعزعة الركائز التي أرستها ميركل ومن أن يشاكس ويعاند المستشارة، التي قررت البقاء في منصبها مستشارةً حتى انتهاء الولاية البرلمانية الحالية عام 2021.

أما كارينباور فنأت بنفسها نسبيا عن ميركل وأعلنت أنها تنوي خلق بصمة خاصة بها، في وقت يعتبر المراقبون أن هدوء الأمينة العامة سيخدمها خلال الحملة، وما لها إلا أن تنتظر الهفوات التي سيرتكبها منافسوها على الرغم من أنها من الداعمين لسياسة اللاجئين التي تعتمدها ميركل.

ووعدت أن تكون مهمتها العمل على إصلاح ضريبي كبير ودعم الاتحاد الأوروبي ومواجهة الشعبويين اليمينيين والدفاع عن حقوق الإنسان. أما وزير الصحة المرشح شبان، والذي يعد من جيل الشباب داخل الحزب، فينظر إليه وكأنه حامل الأمل للمحافظين غير الراضين عن عصر ميركل، وهو يعتبر أن ثقافة الترحيب باللاجئين التي اعتمدتها المستشارة عام 2015 كانت سبباً للأزمة التي يعيشها "الحزب المسيحي الديمقراطي" اليوم.