أحزاب تونسية تمنع دخول إسرائيلية إلى تونس وترفض التطبيع

أحزاب تونسية تمنع دخول إسرائيلية إلى تونس: "محاولات خادعة" للتطبيع

03 نوفمبر 2018
وقفة احتجاجية ضد وعد بلفور في تونس (Getty)
+ الخط -

نددت أحزاب تونسية عدة بما اعتبرته محاولات خادعة للتطبيع بقبول دخول إسرائيلية إلى التراب التونسي للمشاركة في منتدى عالمي سينتظم قريباً في تونس، بالتزامن مع وقفة احتجاجية أمام سفارة بريطانيا في ذكرى مرور مائة عام وعام واحد على وعد بلفور.

ورفع الحزب الجمهوري، وحركة الشعب ومنظمة الشباب القومي العربي برقية مستعجلة لمنع الوفد الصهيوني من الدخول إلى الأراضي التونسية.

وأكد الحزب الجمهوري في ساعة متأخرة من ليل الجمعة - السبت، في بيان له، أنّه راسل رئيس الحكومة يوسف الشاهد لإبلاغه بتنظيم الكشّافة التونسية مع منظمة الكشّاف المسلم مؤتمراً عالمياً حول حوار الأديان ستحتضنه تونس من 4 إلى 8 نوفمبر/ تشرين الثاني وسيشارك فيه الكيان الصهيوني بوفد متكون من شخص واحد سيصل إلى تونس عبر باريس، بحسب البيان.

وقال الحزب الجمهوري إنه "بناء على ثوابت السياسة الخارجية لتونس ولمواقف شعبها الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، وتبعاً لأحكام الدستور وروحه، فإننا نلفت نظركم لهذا التجاوز الخطير ونطلب منكم استناداً لما لكم من صلاحيات التفضل باتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الضرورية لمنع مشاركة الوفد الصهيوني بأي شكل من الأشكال في هذا المؤتمر".



في السياق ذاته نظّمت أحزاب تونسية عدة وجمعيات قومية مناصرة للقضية الفلسطينية وقفة احتجاجية أمام سفارة بريطانيا بالعاصمة تونس في ذكرى مرور مائة عام وعام واحد على وعد بلفور، إذ أيّد الانتداب البريطاني إحداث وطن قومي لليهود في فلسطين.

ورفع المحتجون شعارات مناهضة لبريطانيا كـ"بريطانيا استعمارية" و"وعد بلفور جريمة بريطانية في حق فلسطين والأمة العربية"، و"تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني واجب وطني وعنوان سيادة".

وأكّد الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ المنتدى العالمي الذي ستحتضنه تونس "يأتي ببادرة من الكشافة التونسية وبالتعاون مع منظمة الكشاف المسلم، وستشارك فيه وفود عالمية من عدة دول إسلامية ومسيحية ويهودية وديانات أخرى وهدفها دعم ثقافة التسامح وهي مسائل مقبولة".

وأشار الشابي إلى "أنّهم فوجئوا خلال المؤتمر الصحافي المخصص للإعلان عن هذا المنتدى بوجود معطيات تفيد بقدوم وفد إسرائيلي محدود العدد قد يضم (مشاركاً واحداً) إلى المنتدى، وهو أمر مرفوض ومحاولة لاختراق الساحة التونسية".

وبين الأمين العام "أنهم كحزب وكتونسيين يرفضون التطبيع ومتمسكون بدعم القضية الفلسطينية وبتنفيذ بنود الدستور نصاً وروحاً، وبالتالي لا يمكن السماح باستقبال أي إسرائيلي في ظل ما يعانيه الفلسطينيون من اعتداءات ومن تقتيل واعتقالات طاولت النساء والأطفال والقادة"، مبينا أنّهم وجهوا رسالة إلى رئيس الحكومة، مذكرين بالنصوص الداعمة للقضية الفلسطينية وبرفض الشعب التونسي التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وقال الشابي "دعونا رئيس الحكومة، بما له من صلاحيات، إلى التدخل ومنع دخول أي وفد صهيوني إلى الأراضي التونسية للمشاركة في هذا المؤتمر"، مشيراً إلى أن "كل الديانات مرحب بها في تونس، ولكن أن يكون شخصاً يحمل الجنسية الإسرائيلية فهذا أمر مرفوض ولا يمكن قبوله، وهو ما دفعهم إلى رفع قضية استعجالية في الغرض".

وأوضح أن الكشافة التونسية منظمة وطنية عريقة وقياداتها مناصرة للقضية الفلسطينية، ولكن من الممكن أن يكون ما حصل محاولة للاختراق، وربما أمراً مخططاً له من قبل البعض لتمرير مشاركة الوفد الإسرائيلي.

من جانبه، بيّن الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّهم علموا بمشاركة الوفد الإسرائيلي وأن المعطيات التي لديهم تؤكد هذا الأمر، مؤكداً أنها "محاولة للتطبيع ودورهم وواجبهم يحتم عليهم التصدي للتطبيع بجميع الوسائل القانونية المتاحة لديهم واللجوء للقضاء والبرلمان والنزول إلى الشارع للتعبير عن رفضهم".

وأضاف المغزاوي أنهم "ليسوا ضد اليهود والمسيحية أو أي دين سماوي، ولكن يجب التفريق بين الصهيونية كحركة استعمارية واليهودية كديانة"، مشيراً إلى أنّ "الصهيونية مرفوضة وهم ضد التطبيع".

من جهتها، نفت القيادة العامة لمنظمة الكشافة التونسية أمس استضافتها إسرائيليين ضمن فعاليات الملتقى العالمي لسفراء الحوار بين الأديان الذي ينتظم من 4 إلى 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بتونس.

وأكدت القيادة العامة للكشافة في بلاغ صادر عنها موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ونفى القائد بالكشافة التونسية، ظافر التميمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، صحة الأخبار المتداولة عن مشاركة إسرائيلية في الندوة، مؤكداً أن الكشافة التونسية "منظمة وطنية معروفة ولا يمكن أن ترتكب أمراً كهذا".

وعلم "العربي الجديد" من مصدر خاص أن بعض الأطراف غير التونسية قد تكون سعت إلى توريط الكشافة التونسية في هذا الأمر، بعدم ذكر هوية الإسرائيلية الحقيقية وتقديمها بجنسية أخرى، على الرغم من علمها بامتلاكها جوازي سفر في نفس الوقت.

واعتبر المصدر أن هذا التصرف "غير مقبول، وأن هذا الشخص استباح منظمة عريقة وشعباً"، مضيفاً أنّه "بسبب هذه المغالطات وجدوا أنفسهم في موقف محرج"، كما أكد أن الإسرائيلية لن تأتي إلى تونس وأنهم لن يقبلوا مشاركة أي وفد إسرائيلي.

المساهمون