تونس: منع رياض الأطفال من الاحتفال بالهالوين

تونس: منع رياض الأطفال من الاحتفال بالهالوين وإجراءات ضد المخالفين

02 نوفمبر 2018
حذرت من استغلال الأطفال خلال التظاهرات (Getty)
+ الخط -


دعت وزارة المرأة والأسرة التونسية إلى منع الأنشطة المتعلقة باحتفالات عيد "الهالوين" في المؤسسات الخاصة والعمومية على حد سواء، باعتبار ما تحتويه من مظاهر عنف ونظراً لتأثيراتها الجانبية على الأطفال.

وحذّرت الوزارة في بيان لها من استغلال الأطفال خلال التظاهرات والاحتفالات وإشراكهم بشكل يُسيء إلى سلامتهم البدنية والمعنوية، والحرص على مشاركتهم بشكل يضمن جميع حقوقهم ويراعي مصلحتهم الفضلى.

ويأتي هذا الإجراء بعد أن تم تداول صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي توثق لاحتفالات أطفال بعيد "الهالوين" بإحدى مؤسسات الطفولة الخاصة، وتولت مصالح المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن بالعاصمة فتح تحقيق إداري في الغرض، كما تم إصدار مذكرة عُمّمت على كل مسؤولي المندوبيات الجهوية والإطارات المختصة في الطفولة.

وأكدت وزارة المرأة ضرورة إشعار مصالح المندوبيات الجهوية بكل الاختلالات المتعلقة بمحاولات التأثير الفكري، وزرع الأفكار المتطرفة التي يتم التفطن إليها بالمؤسسات ولدى مختلف الفئات العمرية.

وأكّد مدير التفقد البيداغوجي في وزارة المرأة، سمير بن مريم، أنه في إطار متابعة الوزارة للمؤسسات التربوية، وخاصة رياض الأطفال، لوحظ احتفال بعض منها بعيد الهالوين، مبينا أن الحادثة المسجلة خلال هذه الفترة ليست الأولى، إذ سبق أن احتفلت رياض أخرى العام الماضي بهذا العيد، رغم أنه بعيد عن تقاليد المجتمع التونسي وثقافته.

وبين بن مريم لـ"العربي الجديد" أنهم أصدروا تنبيهاً ومذكرة منذ العام الماضي لجميع رياض الأطفال ودعوها إلى التركيز على البرامج المقدمة للطفولة التي تكون بحسب سنهم، ولكن تبين أن بعض رياض الطفولة قامت بمخالفات في هذا الصدد، واحتفلت بعيد الهالوين، مشيراً إلى أن الروضة التي نشرت صوراً للأطفال وهم يحتفلون بهذه المناسبة عبر صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي قامت بعدة مخالفات، ومنها تنزيل صور لأطفال دون إذن وموافقة ذويهم، وهو أمر مخالف للقانون، لأنه يتعلق ببيانات شخصية.

وأفاد مدير التفقد البيداغوجي بأنّ هذا الاحتفال لا يتناغم والبرامج الرسمية للوزارة والأهداف التي أنشئت من أجلها مثل هذه المؤسسات، مبيناً أنه لا يجب الانسياق وراء مثل هذه الأعياد، فكما توجد اختلالات على المستوى الصحي والتربوي، فإن هذا الاحتفال يرتقي إلى المخالفة، مشيرا إلى أنّ الأمر قد يصل إلى حد إغلاق بعض المؤسسات، نظراً إلى التداعيات النفسية والسلبية لمثل هذا الاحتفال على الأطفال.

وأوضح المتحدث أنّ الاحتفال يرتكز على ممارسات تقوم على العنف والرعب، وبالتالي قد يؤدي إلى ممارسات عنيفة وسلوكات سلبية، مضيفا أنّ هذا الأمر قد يؤثر على شخصية بعض الأطفال، لذلك يتم في مرحلة أولى التنبيه على المخالفين والقيام بزيارات تفقد للرياض المعنية، وإذا ثبت أن المخالفات والتجاوزات متواصلة قد يصل الأمر إلى إغلاق المؤسسة، مشيراً إلى أنه في ما يتعلق بالروضة المعنية بالتجاوز فقد فتح في شأنها تحقيق والتنبيه عليها والتحري مع المشرفين عليها.

وقال المختص في علم الاجتماع، عبد الستار السحباني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاحتفال بعيد الهالوين خاص بالبلدان الأوروبية، في حين أنّ شروطه في تونس مجهولة ولا نكاد نعرف عنه سوى الرعب والخوف.

وأضاف أن المخاوف تتأتى من هذا الجانب، لأنه يمكن ألا يفهم بالطريقة الصحيحة، ومن هنا قد تكون هناك نتائج سلبية أو عكسية، وهو ما دفع وزارة المرأة إلى منعه في رياض الأطفال، مشيرا إلى أنه ربما مع مرور الوقت قد يتم ترتيبه وقبوله في المجتمع التونسي، فعيد الحب مثلا كان الاحتفال به في أول مرة مرفوضا، وأحدث ضجة ولم يعترف به إلى أن دخل تدريجيا في عادات التونسيين.

وأوضح السحباني أن سبب احتفال بعضهم بعيد الهالوين هو الوسائل الحديثة واكتساح الإنترنت المجتمعات ورغبة الطبقات الوسطى في التقليد، وأيضاً عرض المحلات التجارية الأزياء ومتطلبات الاحتفال بالهالوين والبرامج التلفزية التي تروج لهذا الاحتفال، مبينا أن رياض الأطفال ليست فضاءات تعليم، بل هي لاكتشاف مواهب الأطفال وتوجيههم، ولا بد أن تركز على الألعاب وتطوير العلاقات الاجتماعية للطفل، ولكن عليها عدم الانسياق وراء تقليد كل الاحتفالات، وجعل الرياض فضاء للترفيه والمرح بعيداً عن بعض الأشكال الدخيلة التي قد يساء استخدامها.


ولفت إلى أن سبب تساؤلات بعض الأطفال عن هذا العيد هو عدم درايتهم ومعرفتهم به، وحتى الكبار أيضاً لا يعرفونه جيداً، لأنه ببساطة لا يدخل في تربيتنا، مشيراً إلى أنه يتضمن طقوساً عدة وليس مجرد لباس فقط.

كذلك أشار إلى أن تونس كان لديها في القديم احتفال شبيه يطلق عليه "أمك طنقوا"، ويعتمد على إلباس عرائس خشبية لباساً ممزقاً، وذلك لطلب الغيث النافع، وهي من ضمن العادات التونسية، لكن لا تجب إساءة فهم هذه الاحتفالات واستخدامها بالشكل الخاطئ.