تقديرات إسرائيلية: مجزرة الروضة تعكس فشل السيسي الذريع بسيناء

تقديرات إسرائيلية: مجزرة الروضة تعكس فشل السيسي الذريع في سيناء

27 نوفمبر 2017
قلق إسرائيلي من تمدد "داعش" (العربي الجديد)
+ الخط -
حذرت نخب إسرائيلية من التداعيات "السلبية" لتواصل مظاهر "فشل" الجيش المصري في مواجهة التنظيمات الجهادية داخل سيناء على العمق الإسرائيلي، ومعبرة عن إحباطها من عدم نجاح التعاون الأمني والاستخباري بين القاهرة وتل أبيب في التأثير بشكل "إيجابي" على مسار المواجهة.

وحسب معلقين ودبلوماسيين إسرائيليين، فإن المذبحة التي استهدفت المصلين في مسجد الروضة في بلدة بئر العبد تدلل على أن تنظيم "ولاية سيناء" يتمتع بهامش مناورة كبير قد يمكنه مستقبلا من استهداف المدن والمستوطنات اليهودية في منطقة النقب.

وقال السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، تسفي مزال، إن عجز الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن وضع حد للعمليات التي ينفذها تنظيم "ولاية سيناء" يمثل بشرى سيئة لمدينة إيلات والمستوطنات اليهودية جنوب إسرائيل بسبب قرب مسرح عمليات التنظيم من الحدود.

وفي تسجيل صوتي نشره اليوم موقع "مركز يروشليم لدراسة الجمهور والدولة"، الذي يعمل فيه كباحث كبير، أعرب مزال عن إحباطه لعدم نجاح التنسيق الأمني والتعاون الاستخباري والعسكري الإسرائيلي المصري في تغيير ظروف المواجهة ضد "ولاية سيناء"، مشككا في استخدام الجانب المصري المعلومات الاستخبارية حول التنظيم وتحركاته، التي ينقلها الجيش الإسرائيلي.

وحسب مزال، فإن الحلقة المفقودة في جاهزية القاهرة لمواجهة الجهاديين تتمثل في غياب الدافعية لدى الضباط والجنود المصريين، مستهجنا أن يقضي منفذو المذبحة وقتا طويلا في الإعداد لها وقطع مسافات طويلة في طريقهم للهدف دون أن يتحرك الجيش المصري في الوقت المناسب لإحباط الهجوم. وأشار إلى أن فشل السيسي في مواجهة الجهاديين في سيناء عزز من دافعيتهم للعمل في قلب مصر.


من جهته، حذر معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إيهود يعاري، من أن مجزرة مسجد الروضة تعد مظهرا من مظاهر "انهيار" الجيش المصري في مواجهة "ولاية سيناء"، معتبرا أن ما حدث يدلل على أن السيسي قد فقد سيطرته على المنطقة.

وفي تعليق بثته القناة أمس، أشار يعاري إلى أن ما حدث في بئر العبد يحمل رسائل سيئة لإسرائيل ويكشف مدى المخاطر التي ينطوي عليها توجه السياح الإسرائيليين لمنطقة جنوب سيناء. وحسب يعاري، فإن ما يفاقم الإحباط في إسرائيل من الفشل المصري في سيناء حقيقة أن تل أبيب سمحت بتجاوز بنود الملحق الأمني في اتفاقية "كامب ديفيد" وسمحت لنظام السيسي باستقدام قوات كبيرة ومروحيات وطائرات نفاثة من طراز "إف 16" على أمل أن يتمكن من القضاء على التهديد الذي يمثله التنظيم.

وأوضح يعاري أن الإجراءات الأمنية والردود العسكرية التي تصدر عن نظام السيسي تفاقم تحديدا أزمة "الإرهاب" في سيناء، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية المصرية تدفع المزيد من القطاعات السكانية في شمال سيناء لمساعدة التنظيمات الجهادية كردة فعل على عمليات التدمير الواسعة التي يقوم بها الجيش المصري.

واعتبر أن إقدام الجيش المصري على تدمير مناطق بكاملها كرد فعل على عمليات "ولاية سيناء" يثير القبائل البدوية ضده، مشيرا إلى أنه لو تمكن الجيش من استمالة هذه القبائل لنجح في الحصول منها على معلومات استخبارية نوعية تساعد في الحرب على التنظيم.

وأشار إلى أن سلم أولويات الاستثمار، الذي اعتمد في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويعمل به حتى الآن، يعد من أهم مركبات البيئة التي يستفيد منها "ولاية سيناء"، لأنه يقوم على تجاهل متطلبات تطوير المنطقة.


وفي السياق، نعت معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، عجز الجيش المصري عن إحباط مجزرة الروضة بـ"الفشل الذريع".

ففي تحليل نشرته الصحيفة أمس، قال هارئيل إن دوائر التقدير الإسرائيلية تتساءل: "كيف لتنظيم يقل عدد عناصره عن 1000 شخص من مواصلة تنفيذ العمليات، على الرغم من مضي وقت طويل من المواجهة بينه وبين الجيش المصري؟".

وأضاف: "هذا الفشل يدفعنا للصراخ حتى السماء"، محذرا من أن تكرار هذه الحوادث يمس بسمعة إسرائيل وقوة ردعها، لأن وسائل الإعلام العالمية تذكر جمهورها دوما بأن هذه الحوادث تحدث على الرغم من المساعدة الكبيرة التي تقدمها إسرائيل للجيش المصري، وضمن ذلك توجيه طائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات قصف هناك.

وكشف هارئيل النقاب عن أن الولايات المتحدة لفتت كثيرا نظر الجانب المصري إلى أنه لا يمكن أن يكتب النجاح للتكتيكات العسكرية المعتمدة في المواجهة داخل سيناء، مشيرا إلى أن الحل الأمثل يكمن في المزج بين استخدام معلومات استخبارية دقيقة ووحدات كوماندو مدربة، مستدركا أن المصريين "بعيدون جدا عن استخدام هذا التكتيك".

وحسب هارئيل، فإن تل أبيب تتخوف من أن يفضي انهيار "داعش" في سورية والعراق إلى توجه عدد كبير من قادتها وعناصرها إلى سيناء للعمل ضد الجيش المصري وإسرائيل في آن معا. وادعى أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى إسرائيل تؤكد أن "ولاية سيناء" تمكن من استيعاب عدد من "قدامى المقاتلين" الذين عملوا في صفوف "داعش" في سورية والعراق.