ليبيا لن تشارك في قمة بيروت... والخارجية اللبنانية "تأسف"

ليبيا لن تشارك في قمة بيروت الاقتصادية... والخارجية اللبنانية "تأسف"

14 يناير 2019
حكومة الوفاق أعلنت رسمياً عدم المشاركة في القمة (Getty)
+ الخط -
أعرب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، اليوم الإثنين، عن أسفه لعدم مشاركة ليبيا في القمة العربية التنموية الاقتصادية التي تستضيفها بيروت بعد أيام، وذلك بعد ساعات من إعلان طرابلس قرارها الرسمي بعدم المشاركة، التي أبدى طرف سياسي لبناني رفضه لها، على خلفية قضية اختفاء المرجع الشيعي موسى الصدر خلال سبعينيات القرن الماضي.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي أمس واليوم مقاطع فيديو تظهر قيام عناصر تابعة لحركة "أمل" اللبنانية بنزع علم ليبيا، من موقع انعقاد القمة العربية الاقتصادية والتنموية في بيروت.

وبحسب الخارجية اللبنانية، فقد وجّه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل رسالة إلى نظيره الليبي، عبّر خلالها عن أسفه لعدم مشاركة ليبيا في أعمال القمة العربية التنموية، كما عبّر عن رفضه المطلق للأمور والأعمال التي طاولت دولة ليبيا ومشاركتها، والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان".

وأكد باسيل "حرصه على العلاقات بين البلدين، وضرورة وضعها على السكة الصحيحة، من دون أن يتخلى لبنان إطلاقاً عن واجبه الوطني بمعرفة مصير سماحة الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه وحلّ هذه المسألة التي عكرت العلاقات بين البلدين لأكثر من أربعة عقود".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية، أحمد الأربد، قد أعلن اليوم عدم مشاركة ليبيا في القمة المزمعة إقامتها بالعاصمة بيروت في 19 و20 من الشهر الحالي، فيما طالب المجلس الأعلى في ليبيا الوزارة بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع بيروت، داعياً جامعة الدول العربية إلى "استبعاد لبنان من أي حدث عربي".

وفي بيان عاجل ومقتضب نشر في الساعات الأولى لصباح الإثنين، أكد الأربد أن مقعد ليبيا في القمة سيبقى شاغراً، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية ستصدر بياناً مفصلاً بشأن أسباب عدم المشاركة.

من جهته، استنكر المجلس الأعلى للدولة، في بيان له الإثنين، "ما قامت به حركة أمل اللبنانية من إهانة للعلم الليبي في مقر القمة العربية المزمع عقدها في بيروت".

وأكد بيان المجلس استغرابه "تحميل ليبيا مسؤولية أفعال النظام السابق في البلاد التي يرفضها الجميع"، في إشارة إلى قضية اختفاء المرجع الشيعي موسى الصدر خلال سبعينيات القرن الماضي إبان حكم نظام معمر القذافي.

وتابع المجلس: "وعليه، نطالب الخارجية الليبية بتجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما نطالب الجامعة العربية بموقف واضح من هذه الواقعة، واستبعاد لبنان من أي حدث عربي إلى حين تحمل السلطات اللبنانية مسؤوليتها والالتزام بالأعراف الدبلوماسية، واتخاذ إجراءات رادعة لضمان عدم تكرر مثل هذه التصرفات".

ولاحقاً، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج كذلك أن بلاده قررت "مقاطعة" القمة الاقتصادية العربية، مبدياً أسفه لـ"أفعال سلبية" بدرت من الدولة المضيفة ودفعت الحكومة الليبية إلى اتخاذ هذا القرار.

وأكد السراج في بيان قرار "مقاطعة هذا المؤتمر والامتناع عن المشاركة في أعماله، بعدما تبين أن الدولة المضيفة لم توفر المناخ المناسب وفق التزاماتها والأعراف والتقاليد المتبعة لعقد مثل هذه القمم".



انزعاج الجامعة

إلى ذلك، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الإثنين، عن انزعاجه الشديد إزاء واقعة حرْق علم ليبيا في العاصمة اللبنانية بيروت، مؤكداً أنه "من غير المقبول في أي حال من الأحوال أو تأسيساً على أية حجة أن يتم حرق علم أية دولة عربية، خاصة إذا ما حدث هذا الأمر على أرض عربية، وأخذاً في الاعتبار أن وجود اختلافات في الرؤى أو بواعث سياسية تاريخية معينة لا يبرر حرق علم عربي يمثل في حقيقة الأمر رمز الدولة وواجهتها والمعبّر عن إرادة ووحدة شعبها".

وأهاب الأمين العام في هذا الإطار بسلطات الدولة اللبنانية، في ضوء تعهداتها والتزاماتها باعتبارها الدولة المضيفة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، بالعمل على "ضمان توافر الاحترام الكامل لوفود الدول الأعضاء في الجامعة العربية التي من المقرر أن تشارك في اجتماعات القمة". 

وثار جدل لبناني حول دعوة ليبيا لحضور القمة بعد معارضة قوى سياسية لبنانية أعربت عن استنكارها لذلك، من بينها المجلس الشيعي الأعلى، على خلفية قضية اختفاء موسى الصدر.​