الضحية رقم 106 على يد الأمن في جامعة الأزهر

الضحية رقم 106 على يد الأمن في جامعة الأزهر

30 مارس 2014
في حرم جامعة الأزهر (أرشيفية، محمود خالد، getty)
+ الخط -

شهدت جامعات مصرية، اليوم الأحد، موجة نشاطات وتحركات واجهتها السلطات بالعنف حيناً، وبالحصار حيناً آخر، على خلفية قرارات الفصل الصادرة بحق عشرات الطلاب من رافضي الانقلاب، واستبعاد مئات الطلبة من السكن الجامعي أخيراً. ولم تجد إدارات بعض الجامعات سوى اتخاذ المزيد من قرارات الطرد بحق المعارضين للانقلاب وجملة التطورات التي تلته.
وقد وقعت في المدينة الجامعية التابعة للأزهر ومحيطها، أحداث دامية، تخلّلتها صدامات واعتقالات بين الطلاب وقوى الأمن.
وأسفرت عن مقتل طالبين، وذلك بعد الاعلان عن مقتل الطالب أحمد محمد عبد الحافظ متأثراً باصابته في الرأس. كما تم اعتقال 20 طالباً في الأزهر والزقازيق. 
وبذلك، يكون عدد قتلى طلاب وأساتذة المدينة الجامعية التابعة للأزهر وصل إلى 106، بحسب المتحدثة باسم "اتحاد طلاب جامعة الأزهر"، آية فتحي.
وحاصرت قوات الأمن المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، واعتقلت عشوائياً الطلاب الذين خرجوا منها. واستطاع الطلاب إخراج جثمان الطالب عبد الله أحمد، الذي قُتل برصاص قنّاصة، وإخراج الطالب أحمد محمد عبد الحافظ، والذي أُصيب بطلق ناري في الرأس وحالته خطرة.
وقال المتحدث باسم "طلاب ضد الانقلاب - جامعة الأزهر"، محمود الأزهري، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن "الطلاب نجحوا في إحداث ثغر في السور، لإخراج الطالب الذي استشهد والآخر المصاب"، مؤكداً أن "المستشفى الميداني يعمل على اسعاف باقي المصابين، وأن الأوضاع هدأت الآن في المدينة". وأشار إلى أن "قوات الأمن اعتقلت عشوائياً كل طالب خرج من المدينة، وبلغ عدد المعتقلين نحو 10 طلاب".

ووصفت المتحدثة باسم "اتحاد طلاب جامعة الأزهر"، آية فتحي، ما حدث في المدينة بـ"المجزرة"، مشيرة إلى أن "وزارة الداخلية وإدارة الجامعة شنّتا حرباً ضد الطلاب، رداًّ على انتفاضتهم للتنديد باعتقال الطالبة، كريمة الصرفي، وللتنديد بفصل الطلاب".

وكانت قوات الأمن قد اعتقلت، اليوم الأحد، نحو 10 طالبات من داخل جامعة الزقازيق، على هامش مشاركتهن في وقفة احتجاجية رافضة لاجراءات التحقيق والفصل ضد الطالبات. وذكرت احدى الطالبات أن "قوات الأمن ضربت وسحلت صديقتها أسماء بنداري، المحوّلة إلى مجلس تأديبي، واعتقلوها مع آية محمدي، داخل عربة ترحيلات".
واستخدم الأمن الغاز المسيل للدموع، كما أطلق العيارات التحذيرية لتفريق المتظاهرين. وكانت قوات الشرطة قد دخلت الى جامعة الأزهر في المركز الرئيسي في مدينة نصر، بناء على طلب من إدارة الجامعة.

وتجمع الطلاب منذ الصباح الباكر، أمام المبنى الإداري للجامعة، مطالبين بعودة المفصولين على خلفية عودة نهج الموافقات الأمنية للجامعات، عقب انقلاب الثالث من يوليو/تموز الماضي. وكانت إدارة جامعة الأزهر قد فصلت عشرات الطلاب واستبعدت المئات من السكن الجامعي، خلال الأسبوعين الماضيين، على خلفية اتهامهم بممارسة أعمال عنف، والتحريض عليها في أعقاب مشاركتهم في تظاهرات منددة بالانقلاب داخل الحرم الجامعي.

وأوضح القائم بأعمال رئيس "اتحاد الطلاب"، محمد عاطف، لـ"العربي الجديد"، أن "جميع قرارات الفصل صدرت من دون إجراء أي تحقيقات قانونية نزيهة"، مؤكداً أنه "في بعض الأحيان، كانت التحقيقات شكلية وتجريها الشؤون القانونية، وتكون نتيجتها معروفة سلفاً، وهي "الفصل" سواء أثبتت التهم أم لا".

وفي السياق، أصدر مجلس إدارة كلية الهندسة في جامعة المنوفية، اليوم، قراراً بفصل 11 طالباً من الدراسة، على خلفية مشاركتهم في تظاهرات منددة بالانقلاب العسكري، يوم الأربعاء الماضي. وقال أحد الطلاب المفصولين، أنس خليفة لـ"العربي الجديد"، إن "إدارة الكلية لم تجرِ تحقيقات قانونية معهم، لكنها اكتفت بإعلان إخطار بإحالتهم للشؤون القانونية، قبل اصدار قرار الفصل في أعقاب هذا الإعلان".
وفي أسيوط، اقتحم طلاب الجامعة في المدينة، عصر اليوم الأحد، مقر انعقاد ندوة حول سد النهضة الإثيوبي، في المبنى الإداري بالجامعة، والتي تستضيف وزير الري في حكومة حازم الببلاوي، نصر علام، والصحافي حمدي رزق، وقاموا بطردهما، مرددين هتافات تندد بفشل الوزير وحكومة الانقلاب في ملف السد، وتنادي بـ"سقوط حكم العسكر".