مستشارة سابقة لنتنياهو توبّخ العتيبة: "نحن الطرف الأقوى"

مستشارة سابقة لنتنياهو توبّخ العتيبة وتشكّك في جدوى التطبيع: "نحن الطرف الأقوى"

17 يونيو 2020
تظاهرة مناهضة لخطط الضم في رام الله(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
وبّخت المستشارة السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كارولين كليغ، بشدة، السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، بسبب انتقاده مخطط إسرائيل لضم الضفة الغربية، مشددة على أن دولة الإمارات لا تصنع معروفاً لإسرائيل عندما تتعاون معها في مواجهة التحديات الإقليمية.
وقالت كليغ، التي عملت سابقاً مستشارة سياسية لنتنياهو، وهي حالياً باحثة في "مركز السياسات الأمنية" في واشنطن، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، الثلاثاء، رداً على مقال العتيبة في "يديعوت أحرونوت": "أنتم لا تسدون لنا معروفاً، أنتم تتعاونون معنا لأننا الطرف الأقوى في المعادلة ولأن هناك مصالح مشتركة بيننا".
وأضافت أن الإمارات أعلنت "حركة حماس" وجماعة "الإخوان المسلمين" منظمتَين "إرهابيتَين"، وأيدت إسرائيل في حربها على "حماس" عام 2014، وتعاونت مع الحكومة الإسرائيلية في مواجهة إيران لأن هذا يمثل مصلحة مشتركة لكل من أبو ظبي وتل أبيب، وليس في إطار "صنع المعروف معنا".
وواصلت كليغ توبيخها للعتيبة، قائلة إن اقتصاد إسرائيل أقوى من اقتصاد الإمارات الذي يعتمد على النفط الذي تتدهور قيمته مع مرور الوقت.
وشككت في جدوى التطبيع مع العالم العربي، محذرة من أن التطبيع وتدشين علاقات رسمية علنية مع إسرائيل قد يقلّصان من قدرة نظم الحكم العربية على التعاون السري مع إسرائيل.
وشددت على أن أوضاع إسرائيل الاقتصادية والثقافية تلزمها بعدم السعي للتطبيع مع الخليج، متسائلة: "هل نحن محتاجون إلى سياح من الخليج، هل نحن نحتاج إلى تعاون ثقافي مع أنظمة حكم تتعامل مع المرأة كمجرد مقتنيات لدى زوجها؟".
ودعت إلى إعادة النظر في الموقف من التطبيع مع الخليج، مشيرة إلى أن التجربة دلّت على أن التعاون الاستخباراتي والأمني بين إسرائيل والأردن قبل التوقيع على اتفاقية السلام كان أكبر وأوسع مما أصبح عليه بعد التوقيع على هذه الاتفاقية.
ووجهت كليغ حديثها إلى العتيبة ساخرة بالقول: "لم تقوموا بالتعاون معنا، لأن أميراً ما من طرفكم خرج في شبابه في رحلة إلى لندن مع شابة إسرائيلية وتذكر هذا الآن".
ودعت المستشارة السابقة نتنياهو إلى عدم التأثر بمقال العتيبة، والمضي قدماً في مخطط ضم الضفة الغربية بما يخدم مصالح إسرائيل.

وفي سياق متصل، عددت الباحثة في "المركز الإسرائيلي لدراسة السياسات الإقليمية والدولية"(ميتيفيم) موران زاغا، المظاهر التي تعكس "ثراء وحيوية" العلاقة بين الإمارات وإسرائيل. وفي مقال نشرته "يديعوت أحرونوت"، أشارت زاغا إلى أن آلاف الإسرائيليين زاروا الإمارات كسياح، في حين أن عقد مئات الصفقات الاقتصادية بين الجانبين يتواصل، إلى جانب أن عشرات الوفود الإسرائيلية تزور أبو ظبي سواء للمشاركة في مؤتمرات أو منتديات وبطولات، إلى جانب مشاركة سلاح الجو الإماراتي في مناورات جوية مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي وبرعاية أميركية.
ولفتت زاغا إلى أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تجني ملايين الدولارات سنوياً من بيع المقتنيات والعتاد العسكري للإمارات. وأضافت أن العلاقة مع الإمارات مهمة لإسرائيل بسبب تأثيرها السياسي في المنطقة، مشيرة إلى أن عدم تردد الإمارات في بناء علاقات مع إسرائيل يشجع دولاً أخرى على التقارب معها.
وأوضحت أن الإمارات تمثل "المحور الصحيح" بالنسبة لإسرائيل "لأنها تتبنى خطاً إيديولوجياً معادياً للتطرف الديني والإرهاب"، مشيرة إلى أن الإمارات تواجه أتباع إيران في اليمن وتدعم في ليبيا خليفة حفتر في مواجهة حكومة "الوفاق الوطني" المدعومة من قبل "الإخوان المسلمين" وقطر وتركيا، على حدّ زعمها.