النيابة تخلي سبيل إبراهيم عيسى: هل صدق بـ"مانشيت سيناء"؟

النيابة تخلي سبيل إبراهيم عيسى: هل صدق بـ"مانشيت سيناء"؟

06 مارس 2017
عيسى كان صادقاً في تشبيهه للوضع بسيناء( العربي الجديد)
+ الخط -

قررت النيابة العامة المصرية، مساء اليوم الإثنين، إخلاء سبيل رئيس تحرير جريدة "المقال"، إبراهيم عيسى، بكفالة عشرة آلاف جنيه، على خلفية التحقيقات التي تُجرى معه في بلاغَي إهانة البرلمان المصري، ونشْر أخبار كاذبة عن محافظة سيناء، وذلك بواقع خمسة آلاف جنيه عن كل بلاغ.

وكانت نيابة استئناف القاهرة قد بدأت التحقيق مع عيسى حول ملف هجرة الأقباط من العريش بمحافظة شمال سيناء، فيما كان آخرها "مانشيت" نُشر في جريدة "المقال" التي يرأس تحريرها، يشير فيها إلى تردي الأوضاع الأمنية في سيناء، ومشابهتها لأحداث سورية والعراق.

والمانشيت الذي حمل عنوان "ارتحتم ... أهي سيناء بقت زي سوريا والعراق"، لقي هجومًا من أذرع الإعلام التابعة للنظام المصري، بحجة تضخيمها للأحداث القائمة في سيناء، والحديث عن سيطرة الجيش والأمن على الأوضاع، وفق ما كرره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات سابقة.

ويرى عدد من أهالي سيناء أن الكاتب الصحافي عيسى كان صادقًا في تشبيهه للوضع بسيناء، بما يجري في سورية والعراق، في ظل حالة الفلتان الأمني التي طاولت كافة مدن وسط وشمال سيناء، للعام الرابع على التوالي.

ويقول الحاج أبو محمد زعرب من سكان مدينة رفح لـ"العربي الجديد" إن سيناء "لا تفتقد لأي شيء سوى الأمن، فالمواطن لا يأمن على نفسه وهو داخل منزله، في ظل القصف المتواصل من الجيش، والهجمات العسكرية التي يقوم بها مسلحو الجماعات الجهادية".

وأضاف زعرب الذي ما زال يعيش في مدينته رغم تدمير الجيش المصري لمنزله بزعم وقوعه ضمن المنطقة العازلة التي أنشأها بمحاذاة الحدود المصرية مع قطاع غزة: "أوجُه الحياة مختفية تمامًا هنا، ولا تختلف عن حلب السورية أو الموصل العراقية".

أما السيدة أم جهاد عودة، التي تقطن مدينة العريش التي شهدت أحداثًا أمنية متكررة خلال الأيام القليلة الماضية، فقد رأت العريش أسوأ حالاً من الناحية الأمنية والإنسانية من بقية مدن سيناء، رغم أنها تصنّف كعاصمة لمحافظة شمال سيناء.

وأوضحت لـ"العربي الجديد" أن "الحملات الأمنية التي يقوم بها الأمن لا تنتهي، تتخللها مداهمات للمنازل، واعتقالات في صفوف المواطنين دون أي تهمة، بينما تقوم الجماعات المسلحة بعملياتها بكل أريحية في المكان والوقت المناسب لها، دون أي رادع".

وأضافت: "الكمائن أصبحت أكثر من عدد الشوارع في العريش، لكن دون نتيجة، الجو العام مخيف، لكن ليس أمامنا سوى الصبر على هذا الحال الذي نأمل أن يتغير لاحقًا".

وشهدت مدينة العريش هجرة واسعة للعائلات القبطية بعد قتْل الجماعات المسلحة لعدد منهم بشكل متتالٍ، دون أي متابعة أمنية من قبل الجيش أو الشرطة خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أحدث ضجة إعلامية وسياسية بمصر.

وفي المقابل، يواصل تنظيم "ولاية سيناء" تنفيذ عملياته ضد قوات الجيش والشرطة في مدينة العريش، لكن بوتيرة أعلى، أدت إلى مقتل 30 جنديًا في غضون عدة أيام، وفق بيان صادر عن التنظيم يوم الأحد.