غضب أميركي من نشر موسكو صوراً لترامب ولافروف

غضب أميركي من نشر موسكو صوراً لترامب ولافروف

12 مايو 2017
شعر البيت الأبيض بالغضب لاعتقاده بأنّه "خُدع" (فليكر)
+ الخط -
وسط توتر العلاقة بين واشنطن وموسكو، على أكثر من صعيد، لا سيما في استمرار التحقيقات في احتمال تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، جاء لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول أمس الأربعاء.

لكنّ نشر موسكو صوراً للقاء مغلق بين الرجلين، أثار غضب مسؤولين أميركيين، شعروا بـ"الخداع" من قبل الجانب الروسي، حيث اعتقدوا أنّ المصور الروسي الذي التقط الصور، سيحتفظ بها للأرشيف ولن ينشرها.

الصور نشرتها وزارة الخارجية الروسية، مساء الخميس، على موقع "فليكر"، ويظهر فيها ترامب مبتسماً، وهو يصافح لافروف، وقد وقف إلى جانبهما السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال اجتماع الأربعاء، في مكتب البيت الأبيض.

الصور نشرتها الخارجية الروسية على موقع "فليكر" 

ويُنظر إلى هذا اللقاء على أنّه مكسب دبلوماسي كبير للكرملين، إذ إنّ لافروف استُقبل على سجادة حمراء، بعد بضعة أشهر فقط على فرض واشنطن عقوبات على روسيا، لتدخّلها المزعوم في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وقد تساءل دبلوماسيون، مساء الخميس، وفق "فرانس برس"، عن الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي إلى الموافقة على استقبال المسؤولين الروسيين، وهو شرف محفوظ في العادة لرؤساء الدول، خصوصاً أنّ روسيا باتت في قلب فضيحة سياسية كبيرة في الولايات المتحدة.

روسيا حققت "انتصاراً دبلوماسياً" بنشر الصور (فليكر) 

وتواجه الإدارة الأميركية اتهامات بوجود تواطؤ بين مقرّبين من ترامب ومسؤولين روس، بينهم كيسلياك، لتعزيز فوز ترامب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، خلال الانتخابات الرئاسية.

ويرى مراقبون أن نشر الصور يعزّز الانطباع بأنّ روسيا حققت "انتصاراً دبلوماسياً"، ما دفع الولايات المتحدة، إلى إجراء ثلاثة تحقيقات حالياً، حول هذا الموضوع.

وقال سفير الولايات المتحدة السابق لدى موسكو مايكل ماكفول: "تهانيّ زملائي لحصولكم على تلك الصور! ضربة هائلة".

فاقم وجود كيسلياك في مكتب البيت الأبيض التوتر (فليكر) 


في المقابل، برز ارتياح لدى الجانب الروسي، لنشر الصور، حيث قالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، على صفحتها في "فيسبوك"، إنّ "الجانب الأميركي لم يطلب عدم نشر هذه الصور".

وكان صحافيون أميركيون قد عبّروا عن استغرابهم من منع المصورين من حضور الاجتماع، وانفراد وكالة "تاس" الروسية بالتقاط الصور خلال الاجتماع المذكور، علماً أنّ الصحافيين الدائمين في البيت الأبيض استُبعدوا كذلك.


في المقابل، يحاول البيت الأبيض الإيحاء بأنّ الأمر طبيعي، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز: "إنّه أمر طبيعي أن يلتقي (ترامب) وزير الخارجية" الروسي.

لكن مسؤولي البيت الأبيض يشعرون بالغضب مما يعتبرون أنّه "خيانة للثقة". وقد أوضحوا أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طلب حصول ذلك اللقاء بين وزيره وترامب، كخطوة مماثلة للقاء بوتين مع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون.

وقال البيت الأبيض إنّه تمّ إبلاغه بأنّ مصوراً روسياً سيكون موجوداً، ملمّحاً بذلك إلى أنّ الصور التي التُقطت كانت للأرشيف، وليست مخصّصة للنشر الفوري.

ولكن عندما تمّ نشر الصور في العالم أجمع، عبر وكالة "تاس" الروسية، شعر البيت الأبيض بالغضب لاعتقاده بأنّه "خُدع".


وجاء الاجتماع بين ترامب والمسؤولين الروسيَّين، بعد ساعات على قراره المفاجئ، إقالة مدير "إف بي آي" جيمس كومي، الذي تحقّق أجهزته في احتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

وقد فاقم وجود كيسلياك في مكتب البيت الأبيض التوتر، إذ إنّ اتصالاته مع مقرّبين من ترامب توجد صلب الشكوك بحصول تواطؤ.