روسيا تهجّر آلاف المدنيين شرقي إدلب لفتح طريق النظام

روسيا تهجّر آلاف المدنيين شرقي إدلب لفتح طريق النظام

20 ديسمبر 2017
غارة على معرة النعمان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي (الأناضول)
+ الخط -

موجة نزوحٍ جديدة بدأت في شمال غربي سورية خلال اليومين الماضيين، من مناطق جنوب شرقي إدلب، نتيجة غاراتٍ كثيفة للطيران الحربي هناك، تزامناً مع اشتداد عنف المعارك على الجبهات التي فتحتها قوات النظام ومليشيات تساندها، بهدف كسر دفاعات "هيئة تحرير الشام" وفصائل من الجيش الحر هناك، قبل العبور نحو شرقي إدلب، حيث مطار أبو الظهور العسكري، في وقتٍ يشهد فيه محور المعارك من ريف حلب الجنوبي الشرقي نحو شرقي إدلب، قصفاً مدفعياً متبادلاً، وغاراتٍ يومية، من دون تغيّرٍ بمواقع السيطرة على الأرض خلال هذا الأسبوع.

وحركة النزوح من قرى وبلدات شرقي إدلب، تركزت بشكلٍ خاص من قرى تل عمارة ووادي شحرور والناصرية ومحيطها، نحو معرة النعمان وسنجار وسراقب، أو إلى قرى جبل شحشبو، ذلك أن هذه المناطق تشهد هدوءاً نسبياً، وتُعتبر ملاذاً أكثر أمناً لمئات العائلات التي تُعتبر بلداتهم وقراهم، بريف إدلب الجنوبي الشرقي، هدفاً لقوات النظام والمليشيات المساندة لها في المعارك الدائرة منذ أسابيع، وتشهد تقدماً بطيئاً للقوات المُهاجمة، آخرها سيطرتها على قرية الرويضة شرق سكيك وأبو دالي على الحدود الإدارية بين ريفي حماه وإدلب.

وكثّف الطيران الحربي الروسي من طلعاته الجوية وغاراته التي تؤمّن غطاءً نارياً لقوات النظام وباقي المليشيات البرية التي تقاتل على تلك الجبهات، إذ قصفت قوات النظام السوري والطيران الروسي، أمس الثلاثاء، بشكل مكثّف، محاور ريف حماه الشمالي الشرقي بالتزامن مع محاولات التقدّم في محور الرهجان.

وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي مكثّف استهدف قرى تل الأغر والمشهد والمشيرفة وأبو دالي جنوبي إدلب وشمال شرق حماه، وسط محاولات تقدّم من قوات النظام في محوري المشيرفة وأبو دالي، في وقت أفاد "مركز إدلب الإعلامي"، بأن الطيران الروسي قصف أيضاً، بلدتي التح وتحتايا في ريف إدلب الجنوبي، في حين قصف قوات النظام بالمدفعية أطراف مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

ومع تواصل هذه المعارك جنوبي إدلب، يشنّ الطيران الحربي الروسي كذلك، غاراتٍ أخرى على محاور القتال بريف حلب الجنوبي الشرقي، الذي فتحت قوات النظام منذ أسابيع معركة فيه، بهدف الوصول لمطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي، وبات يفصلها عنه، نحو خمسة وعشرين كيلومتراً. وقد استهدفت الغارات أمس الثلاثاء، قرى رملة وسيالة وبرج سبنة، إذ إن المعارك حالياً تدور على جبهة قرية السيالة.

وتقول المعلومات المتوافرة إن المعارك التي تشنها قوات النظام في الغوطة الغربية، تقودها "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة، في وقتٍ ذكرت مصادر إعلامية موالية للنظام، أن قوات الأخير تمكّنت من استعادة تلال حاكمة وكاشفة في محيط بيت يما وبيت سابر واللواء 68 في الغوطة الغربية خلال الأيام الماضية.

إلى ذلك، ينتظر أن تبدأ اجتماعات النسخة الثامنة من "أستانة" غداً الخميس، وهي الاجتماعات التي كانت توصّلت لصيغة مناطق "خفض التصعيد" الأربع، في جنوب غرب سورية، والغوطة الشرقية لدمشق، وريف حمص الشمالي، وكامل محافظة إدلب مع أرياف حماه وحلب المتاخمة لها، وجميعها مناطق تُعتبر تحت سيطرة المعارضة السورية. كما من المفترض أن تبدأ "الهيئة العليا للمفاوضات" اليوم الأربعاء،  اجتماعاً تقييمياً حول آخر جولة تفاوض مع النظام في جنيف، واختتمت يوم الجمعة الفائت، من دون إنجازٍ يذكر؛ إذ رفض وفد النظام الذي يترأسه سفيره الدائم في نيويورك بشار الجعفري، مسألة المفاوضات المباشرة، أو بحث ملفات الدستور والانتخابات، معترضاً على صياغة بيان "الرياض 2" الذي يرفض دوراً لرئيس النظام بشار الأسد في مستقبل البلاد.

المساهمون