الحوثيون يصعدون هجماتهم بمأرب وأزمة بينهم والأمم المتحدة

الحوثيون يصعدون هجماتهم بمأرب وأزمة بينهم والأمم المتحدة

26 ديسمبر 2015
الحوثيون هاجموا المبعوث الأممي إلى اليمن (Getty)
+ الخط -
تصاعدت وتيرة المعارك المسلحة في الأطراف الشمالية لمحافظة مأرب ومناطق أخرى في محافظة الجوف، شمالي اليمن، حيث نفذ الحوثيون هجمات لاستعادة مواقع فقدوا السيطرة عليها الأسبوعين الماضيين، فيما تشهد الجهود السياسية ركوداً عقب محادثات سويسرا التي فشلت بالتوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار، فيما أجرى المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اتصالاً هاتفياً مع مساعد وزير الخارجية الإيرانية بالتزامن مع تصاعد انتقادات الحوثيين ضد الأمم المتحدة.

وأكدت مصادر ميدانية من المقاومة الشعبية لـ"العربي الجديد" أن الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح صعدوا، خلال اليومين الماضيين، من هجماتهم المسلحة في مناطق بأطراف مأرب ومناطق تتبع إدارياً لمحافظة صنعاء (الضواحي)، في محاولة لاستعادة المواقع التي فقدوها، منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، حين تمكنت المقاومة والقوات الموالية للشرعية من تحرير مواقع مهمة شمال غرب مأرب ومواقع قريبة منها تتبع صنعاء.

وحسب المصادر، فقد تصدت المقاومة وقوات الجيش الموالي للشرعية للمحاولات الحوثية وأوقعوا العشرات من القتلى والجرحى في صفوف مسلحي الجماعة وحلفائها، وقتل خلالها كذلك، العديد من أفراد المقاومة.

وفي أحدث الهجمات، يوم السبت، استهدف الحوثيون، بثلاث قذائف صاروخية، "القصر الجمهوري" في مدينة مأرب، مركز المحافظة، ونتج عن القصف مقتل ستة على الأقل وإصابة آخرين، من حراسة القائد العسكري البارز في القوات الموالية للشرعية، العميد هاشم الأحمر، فيما يبدو أن القصف كان يستهدفه داخل المدينة.

وكانت القوات الموالية للشرعية حققت انتصارات ميدانية مهمة بأطراف مأرب الشمالية بالحدود مع محافظتي الجوف وصنعاء، وعلى ضوء ذلك التقدم، انتقلت المعارك إلى مناطق جبلية تتبع إدارياً محافظة صنعاء (الضواحي)، كما تمكنت القوات الموالية للشرعية من استعادة السيطرة على مركز محافظة الجوف، الأمر الذي مثل إرباكاً كبيراً للحوثيين خلال الأسبوعين الماضيين.

اقرأ أيضاً: المقاومة تسيطر على موقع جديد بالجوف وقصف للحوثيين بتعز

سياسياً، شهدت التحركات السياسية تراجعاً كبيراً، خلال الأيام الماضية، على ضوء النتائج المخيبة للآمال لمحادثات سويسرا التي اختتمت جلساتها في الـ20 من الشهر الجاري، في وقت من المتوقع أن يبدأ المبعوث الأممي جولة جديدة في المنطقة يناقش فيها التحضيرات للجولة القادمة من المفاوضات المقرر أن تنعقد منتصف الشهر المقبل.

وبالتزامن مع تصاعد أزمته مع الحوثيين، أجرى ولد الشيخ الجمعة اتصالاً هاتفياً بمساعد وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبداللهيان، ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن عبداللهيان: "إن وقفاً دائماً لإطلاق النار ورفع الحصار الإنساني المفروض على اليمن يعدان عاملين مهمين للتوصل إلى اتفاق شامل وكامل بين الفصائل اليمنية".

من جانبه، ووفقاً للوكالة أشار ولد الشيخ، خلال الاتصال، "إلى الظروف الصعبة للتوصل لاتفاق شامل وكامل بين الفصائل اليمنية المشاركة في اجتماع سويسرا، وقيم المناخ السائد على المفاوضات في الإجمال بأنه يتجه نحو الأمام".

وأضاف أنه "وبرغم التعقيدات والصعوبات القائمة في هذه المرحلة من المفاوضات تمكن الطرفان من التحاور والتوصل إلى اتفاقات ولو محدودة بشأن وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى وإجراءات بناء الثقة المتبادلة وتسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المختلفة باليمن".

وجاء تواصل ولد الشيخ مع المسؤول الإيراني في ظل انتقادات متصاعدة يوجهها الحوثيون وحلفاؤهم للأمم المتحدة، وصل إلى وسائل الإعلام الإيرانية، حيث نشرت وكالة "فارس" مقالة للكاتب "زيدون النبهاني"، بعنوان "الانضباط الحوثي؛ يُحرج بن سلمان ويفضح ولد الشيخ"، وذكر في مقالته، أن الحوثيين سجلوا "300 خرق ضد السعودية منذ بدء المفاوضات"، معتبراً أن "هذا ما يفضح دور المبعوث الأممي "إسماعيل ولد الشيخ"، الذي ظل بعيداً عن الحياد في مهمته، واجتهد في الدفاع المستميت عن السعودية" وفقاً للمصدر.

اقرأ أيضاً: الحكومة اليمنية: المنقلب على الدولة هو المعتدي عليها