صراع برلماني بين حزبي ساويرس و"دعم مصر"

صراع برلماني بين حزبي ساويرس و"دعم مصر"

04 ابريل 2016
يعمل "المصريين الأحرار" على جذب النواب المستقلين (العربي الجديد)
+ الخط -

تتصاعد حدة الصراع بين ائتلاف "دعم مصر"، وحزب "المصريين الأحرار"، على المستقلين داخل مجلس النواب، خصوصاً بعد مادة الائتلافات وفقاً للائحة الداخلية الجديدة المقرر اعتمادها قريباً. وأعلن حزب "المصريين الأحرار"، عن سعيه إلى تأسيس ائتلاف برلماني، عقب إقرار اللائحة الداخلية للمجلس بشكل نهائي، لمواجهة سيطرة "دعم مصر" على القرار.
الصراع الحالي ليس وليد اللحظة، ولكنه بدأ عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية أواخر العام الماضي، في ظل رغبة "دعم مصر" في السيطرة التامة على البرلمان، ورفض "المصريين الأحرار" الانضمام إليه. ومع فشل الائتلاف البرلماني المدعوم من الأجهزة الأمنية، في تشكيل أغلبية الثلثين داخل مجلس النواب، ارتفعت فرص حزب "المصريين الأحرار" في تشكيل تكتل برلماني، للحد من نفوذ وسيطرة تكتل "دعم مصر".
ويقول أحد النواب المستقلين عن محافظة الغربية، إن الصراع بين "دعم مصر" و"المصريين الأحرار"، اشتد مع استعداد الأخير لإطلاق ائتلاف برلماني. ويضيف أن عدداً من نواب الحزب تواصلوا معه أكثر من مرة للانضمام إلى الائتلاف البرلماني الذي يسعى إلى تشكيله تحت القبة، وسط محاولات إقناع مكثفة للمستقلين، سواء المنضمين لـ"دعم مصر"، أو رافضي الانضمام للائتلاف المدعوم من الدولة.
ويشير إلى أنه على الرغم من أن شرط تشكيل الائتلاف البرلماني المحدد بعضوية 25 في المائة من الأعضاء من 15 محافظة، صعب تحقيقه بشكل كبير، ولكنه يفرز كتلتين أو ثلاثاً في مجلس النواب، مشيراً إلى أنه على الرغم من اعتراض حزب "المصريين الأحرار" على مادة الائتلافات، إلا أنها زادت من مساعي التواصل ومحاولات إقناع النواب المستقلين.
ويشدد النائب البرلماني، على أن لا أحد يعرف بالفعل عدد النواب المنضمين لائتلاف "المصريين الأحرار" وسط تكتم شديد على الأمر، إلا أنه يتوجب عليه جمع عضوية 25 في المائة من الأعضاء، ولا يمكن الإعلان عنه إلا وفقاً لهذه النسبة، مشيراً إلى أنه مع مرور الوقت والتواصل المستمر بين النواب داخل البرلمان، سيتمكّن النواب المستقلون من تحديد وجهتهم بالانضمام أو الانسحاب من تكتل ما إلى آخر.
ويوضح أن تعاملات ائتلاف "دعم مصر" مع النواب، فضلاً عن القضايا داخل المجلس، تؤدي إلى ضيق أعضائه من القيادات التي تتحكم في كل شيء، متوقعاً أن يتراجع عدد أعضاء "دعم مصر" خلال الأشهر القليلة المقبلة، عن 250 نائباً، في حال لم يتدارك المسؤولون خطر التسلط والسيطرة على اتخاذ القرار.
من جهته، يكشف عضو في ائتلاف "دعم مصر" من المستقلين، عن تلقيه اتصالات من نواب حزب "المصريين الأحرار"، لاستطلاع رأيه بشأن الانضمام للائتلاف البرلماني الذين يسعون إلى تأسيسه. ويضيف النائب، الذي رفض ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التواصل بين نواب "المصريين الأحرار" والمستقلين، سواء من "دعم مصر" أو من خارجه، لم يتوقف، ولكن الحزب لم يرد الإعلان عن ذلك، حتى يتمكن من العمل في هدوء، وفقاً لتعبيره.
ويشير إلى أن بعض نواب "دعم مصر" يفكرون في الانضمام لتكتل "المصريين الأحرار"، لكنهم يشعرون بأن الأول مدعوم من الدولة، وأنه يسهل عليهم التواصل مع المسؤولين والحصول على موافقات لعمل أبناء دوائرهم، ويكون بمثابة حزب وطني جديد. ويوضح أن قيادات "دعم مصر" تعرف جيداً أن "المصريين الأحرار" يسعى إلى تشكيل ائتلاف برلماني، وبالتالي تحاول إدخال تعديلات على وثيقة ائتلاف "دعم مصر" قبل تقديمها رسمياً للبرلمان بعد اعتماد اللائحة الداخلية، لافتاً إلى أن الإغراءات المالية أحد عوامل انضمام بعض النواب لائتلاف "المصريين الأحرار"، وهو ما يبدو واضحاً من الإنفاق الكبير من رجل الأعمال نجيب ساويرس، مثلما حدث في الانتخابات الأخيرة.


في مقابل ذلك، قال عضو ائتلاف "دعم مصر"، النائب محمد فرج عامر، إنه لا إجبار على الأعضاء في شيء، في إشارة إلى انضمام نواب إلى تكتل المصريين "الأحرار الجديد". وأضاف عامر، في تصريحات صحافية سابقة، أنه من حق أي نائب اتخاذ ما يراه صحيحاً، في ظل عدم وجود قيود عليه، وبالتالي ينضم لائتلاف "دعم مصر" أو يتركه لصالح تكتل "المصريين الأحرار". واعترف بإمكانية ترك أعضاء ائتلاف "دعم مصر" للانضمام لائتلاف "المصريين الأحرار"، لكنه لم يحدد حجم التأثر بإطلاق الأخير تكتلاً برلمانياً.
من جهته، يشير الخبير السياسي محمد عز، إلى أن حزب "المصريين الأحرار" هو الأكثر حصداً للمقاعد في مجلس النواب، وعدد ممثليه 65 نائباً، ويحتاج إلى 135 نائباً على الأقل، لتشكيل ائتلاف تحت القبة. ويضيف عز، لـ"العربي الجديد"، أنه حتى الآن لا أحد يعرف عدد المنضمين للائتلاف بخلاف نوابه، وبالتالي فقد يكون الأمر لا يزال قيد التأسيس ولم يتم الانتهاء بصورة تامة.
ويشير عز إلى أن "المصريين الأحرار" يتعامل بنوع من الذكاء مع المشهد البرلماني، فلم يسارع إلى إعلان ائتلاف برلماني، في ظل تصدّر "دعم مصر"، وإلا لكان الفشل سيلاحقه في بداية عمل البرلمان، معتبراً أن الحزب وقياداته يعلمون جيداً أنه مع الوقت سيفقد "دعم مصر" نفوذه داخل مجلس النواب، وبالتالي هناك فرصة لإطلاق ائتلاف يضم مستقلين، وحتى مع عدم اكتماله تماماً، ولكن سيكون نواة لاستقبال النواب في الفترة المقبلة. ويشدد على أن طريقة أداء قيادات "دعم مصر"، أفقدته الأغلبية الساحقة بالثلثين، بسبب ترك المستقلين له، في ظل سيطرة عدد محدود على صناعة واتخاذ القرار.

المساهمون