بريطانيا: ماكدونيل يؤكد دعم "العمال" لاستفتاء ثانٍ كخيار أخير

بريطانيا: ماكدونيل يؤكد دعم "العمال" لاستفتاء ثانٍ كخيار أخير

29 نوفمبر 2018
ماكدونيل يخالف موقفاً معلناً لكوربين (كريستوفر فورلونغ/Getty)
+ الخط -

يبدو أن فكرة دعم حزب العمال البريطاني لاستفتاء ثان على بريكست، إذا فشل في إجبار الحكومة على التوجه إلى انتخابات عامة، بدأت تنضج أكثر، بحسب ما يفهم من تصريحات جون ماكدونيل، وزير المالية في حكومة الظل العمالية، والمقرب جداً من زعيم الحزب جيريمي كوربين، وهو ما يعتبر تحولاً كبيراً في موقف قيادة العمال.

وأكد ماكدونيل أن خيار العمال الأول سيكون "الضغط تجاه انتخابات عامة"، وإن كان قد أقر بصعوبة هذا الأمر في ظل القانون الانتخابي الحالي. 

ويمكن لأحزاب المعارضة الدفع باتجاه انتخابات عامة في حال تصويت الأغلبية البرلمانية على سحب الثقة من الحكومة، وفشل إمكان تشكيل حكومة أخرى خلال أسبوعين. 

وقال ماكدونيل، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "إن لم يكن ذلك ممكناً، فإننا سنطلب من الحكومة أن تنضم إلينا في تصويت شعبي". 

وعند سؤاله ما إذا كان دعم الاستفتاء أمراً لا مفر منه، أجاب: "صحيح. سياستنا أننا في حال لم ننجح في الحصول على انتخابات عامة، فإن الخيار الآخر الذي بحوزتنا سيكون التصويت الشعبي". 

غير أن تصريحات ماكدونيل تعارض موقف كوربين، وتهدد بضرب شرخ في صفوف قيادة العمال، إذ إن زعيم الحزب ليس من المتحمسين لفكرة الاستفتاء، وكان قد صرح سابقاً بأنه "خيار للمستقبل البعيد". 

ولكن المثير للاهتمام أن ماكدونيل ذاته كان من معارضي الاستفتاء خلال مؤتمر العمال السنوي الذي عقد منذ شهرين، وهو ما دفع عدداً من زملائه إلى الاستغراب من موقفه، بينما يرى البعض أنها محاولة منه لتهدئة قواعد حزب العمال، التي تدعم في أغلبيتها البقاء في الاتحاد الأوروبي. 

وسارعت تيريزا ماي إلى انتقاد تصريحات ماكدونيل، بقولها إن "تعليقاته حول الاستفتاء الثاني اليوم، تشير إلى أن ما يرغب حزب العمال القيام به هو عرقلة البريكست. يريدون عكس رغبة الشعب البريطاني. لقد منح البرلمان الشعب البريطاني حق التصويت بالأغلبية. وصوتوا لصالح الخروج من الاتحاد. أعتقد أنها مسألة ثقة في السياسيين في أن يتمكنوا فعلاً من تحقيق بريكست لأجل الشعب البريطاني".

وتعي قيادة العمال أن الغالبية العظمى من أعضاء الحزب، والعديد من نوابه يعارضون بريكست وبشدة، ويخشون جداً من دفعهم بعيداً برفضهم المستمر لمطلب الاستفتاء الثاني، إلا أنهم يعتقدون أيضاً بصعوبة تمرير فكرة الاستفتاء الثاني في البرلمان، رغم احتمال تبدل هذا الواقع إن تم رفض خطة ماي في البرلمان في 11 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وكان ماكدونيل قد قال الثلاثاء الماضي، إن حزب العمال سيلجأ إلى خيار الاستفتاء، وليقول للمرة الأولى إن خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مطروحاً، ومصرّاً على غياب خيار الخروج من دون اتفاق. 

وأكد أنه سيصوت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في مثل هذا الاستفتاء، مخالفاً كوربين الذي رفض التصريح بكيفية تصويته، الذي يعرف عنه معارضته للاتحاد الأوروبي.

وقال ماكدونيل إنه يتوقع فشل خطة ماي في مجلس العموم، وأن خطة معدلة ستأتي بها بعد ذلك ستواجه المصير ذاته. وأضاف أن "إمكان التقدم بتصويت على سحب الثقة من الحكومة، وتوقيته، سيكون أمراً تكتيكياً"، حيث إن العمال سينتظر تفاقم الانقسامات في صفوف المحافظين، حتى تصل إلى درجة تمكنه من الحصول على الأغلبية المطلوبة لسحب الثقة من حكومة ماي. 

وأضاف أن حزبه يعقد اجتماعات للتنسيق مع الأحزاب المعارضة الأخرى، مثل الديمقراطيين الأحرار، والخضر، والقومي الإسكتلندي. غير أنه أكد أن العمال سيتقدم بخطته الخاصة ببريكست قبل اللجوء إلى الاستفتاء الثاني، "يجب علينا استنفاد كافة الخيارات وبالترتيب المذكور لنقول إننا حاولنا كل شيء ممكن".

وتشمل خطة العمال للبريكست نموذجاً مخففاً من النموذج النرويجي، الذي يشمل عضوية دائمة في اتحاد جمركي وعلاقة قريبة من السوق المشتركة، التي تقف دون العضوية الكاملة في السوق. 

وكان متحدث باسم كوربين قد أكد الأربعاء، موقف حزب العمال المبني على نتائج المؤتمر السنوي الذي جرى في ليفربول، والذي يشدد على أنه في حال فشل الحكومة في تمرير خطتها، وعدم قدرة الحزب على الدفع باتجاه انتخابات عامة، فإن "كافة الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة".

غير أنه أوضح أن الحزب لا يعتبر خيار عدم الاتفاق مقبولاً بأي حال، رغم رفضه تحديد الخيارات الأخرى المتاحة، عدا عن حشد البرلمان وراء خطة حزب العمال للبريكست: "إن النقطة الرئيسية تكمن في أن تكون خطة العمال مطروحة في الطاولة، ونعتقد أن الأغلبية ستدعمها في البرلمان، وستنال دعم الأغلبية في البلاد، على جانبي المؤيدين للبريكست ومعارضيه".

وينتظر الشارع البريطاني مناظرة هي الأولى من نوعها بين ماي وكوربين حول بريكست يوم الأحد 9 ديسمبر/ كانون الأول.

المساهمون