"داعش" يغزو شرق آسيا: "طالبان ــ باكستان" آخر المنضمّين

"داعش" يغزو شرق آسيا: "طالبان ــ باكستان" آخر المنضمّين

06 أكتوبر 2014
"طالبان باكستان": سنقاتل لأجل أهداف "الدولة" (أمير قريشي/فرانس برس)
+ الخط -

مؤشرات كثيرة باتت تدل على أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، بدأ بقطف ثمار الحرب، التي أعلنتها ضده الولايات المتحدة، عبر تحالف دولي تقوده.

وإذا كانت مواقع ومقاتلو التنظيم، في سورية والعراق، تتعرض لضربات موجعة من قبل طائرات التحالف، فإن التعويض قد بدأ بإعلان عدة جماعات جهادية الانضمام إليه. من الجزائر، حيث أعلن تنظيم "جند الخلافة في الجزائر" مبايعته لـ"داعش"، الذي يعيش حالة خصومة مستمرة مع تنظيم "القاعدة"، إلى أقصى المشرق الآسيوي، حيث أعلنت حركة "طالبان ــ باكستان" ولاءها لـ"الدولة الإسلامية".

تثير خطوة التنظيم الباكستاني مخاوف من تصعيد الصراعات في المنطقة، فضلاً عن كونها تطرح العديد من التساؤلات.

تزامنت خطوة "طالبان" مع نشر تنظيم "الدولة" تسجيلاً مصوراً بعنوان "جانب من تدريبات معسكر خالد بن الوليد، في خراسان التابع للدولة الإسلامية". يبدأ التسجيل بكلمة للمتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، مترجمة باللغة البشتوية، يدعو فيها المسلمين في إيران وخراسان إلى الجهاد، ودعم "الدولة لإقامة الخلافة الإسلامية"، ويحوي التسجيل على مشاهد تدريبات في مناطق جبلية، بمعسكر يطلق عليه اسم "معسكر خالد بن الوليد" كما جاء في التسجيل.

وفي بيان لها بمناسبة عيد الأضحى، تؤكد حركة "طالبان باكستان" مساندتها لـ"الدولة"، واعتزامها الدفاع عن الأهداف، التي يقاتل التنظيم لأجلها، في وقت "تحزبت" فيه دول العالم ضد "داعش"، الذي "يعيش أوقاتاً عصيبة"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الحركة، شاهد الله شاهد.

وليست "طالبان ــ باكستان" هي الجماعة الجهادية الوحيدة، التي أعلنت ولاءها لـ"لدولة الإسلامية" في باكستان، إذ كانت "جماعة الأحرار"، التي يتزعمها قاسم عمر خراساني، سباقة إلى ذلك بعد إعلانها الانشقاق عن "طالبان" نفسها، نهاية شهر أغسطس/آب الماضي.

وتضم الجماعة قيادات بارزة في حركة "طالبان"، منهم المتحدث السابق باسمها، إحسان الله إحسان، الذي اعتبر أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام تعمل لتنفيذ الشريعة الإسلامية وإن جماعة الأحرار تؤيدها، وتساعدها ما أمكن ذلك".

قيادي آخر في "طالبان باكستان"، يدعى حبيب الله حبيب، كان قد أعلن ولاءه لـ"الدولة الإسلامية" في شهر يوليو/تموز الماضي، عبر تسجيل مصور بعنوان "النصرة الباكستانية للدولة الإسلامية". يضع حبيب، ومن معه، أنفسهم في خدمة "الدولة الإسلامية": "نحن جنود الدولة، نبذل أموالنا وأرواحنا في سبيل الأهداف التي لأجلها تقاتل".

أما في الجارة القريبة، أفغانستان، فقد كثرت الأقاويل حول وجود فرع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما أوحى به الرئيس الأفغاني، أشرف غني أحمد زاي، حينما تحدث عن أن "هناك مزاعم بوجود الداعمين لتنظيم الدولة في أفغانستان"، قبل أن يستدرك بالقول: "لكن الشعب الأفغاني شعب مسلم، لا يحتاج إلى أحد أن يساعده في تعليم الدين أو تطبيقه".

وفي مقابل النفي الذي صدر عن قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جان كمبيل، لوجود فرع لـ"الدولة" هناك، تؤكد مصادر قبلية على أن هناك جماعات في المناطق القبلية الأفغانية موالية للتنظيم، وهو الأمر الذي يدعمه قيام البعض بتوزيع منشورات شرق أفغانستان تدعو السكان إلى دعم تنظيم "الدولة".

ويطرح إعلان "طالبان باكستان" ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية" تساؤلات حول علاقاتها مع الجماعات الأخرى، وفي مقدمتها تلك المنشقة عنها "جماعة الأحرار"، فضلاً عن جماعة حبيب الله حبيب. ويرى مراقبون أن حركة "طالبان باكستان" وحدت صفوفها من جديد وأنها استعادت، عبر إعلان ولائها لـ"الدولة"، كافة فصائلها المنشقة.

من جهة ثانية، يطرح إعلان "طالبان باكستان" تساؤلات حول علاقتها بتوأمها الأفغاني، وأميره، الملا عمر، الذي بايعته "طالبان باكستان" كأمير للمؤمنين.

ويرى مراقبون أن إعلان الحركة الباكستانية لا بد وأن يؤثر سلباً على علاقتها بنظيرتها الأفغانية، التي لا ترغب في الظروف الراهنة بإنشاء علاقات مع "الدولة الإسلامية"، وخاصة أن قيادات في "طالبان أفغانستان" تخالف بعض سياسات التنظيم.

وعلى ضوء الخصومة، التي لا يبدو أنها سوف تجد حلاً قريباً بين "داعش" و"القاعدة"، تتجدد المخاوف من تفجير صراع بين "طالبان باكستان"، وفرع "القاعدة" في شبه القارة الهندية، الذي أعلن عنه زعيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، في الثالث من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف "نصرة المستضعفين في شبه القارة الهندية، وتحكيم شرع الله"، ويرى مراقبون أن إعلان "طالبان باكستان" سيخلق فجوة مع "طالبان أفغانستان"، قد تفضي إلى صراع شرس بين الطرفين.

ويتزامن إعلان "طالبان باكستان" مع ما تشهده الساحة الباكستانية من موجة تفجيرات جديدة تستهدف معظمها عناصر الأمن ومناطق وسيارات تابعة للمواطنين من المذهب الشيعي، بالإضافة إلى زعماء القبائل الموالين للحكومة أو الجيش الباكستاني. كما ازدادت وتيرة الاستهدافات المتعمدة في المناطق القبلية الباكستانية بل وتم ذبح بعض المختطفين من قبل جماعات مسلحة. وعلى الرغم من أن معظم التفجيرات، التي شهدتها الساحة الباكستانية أخيراً لم تتبنـّها أية جماعة، لكن مراقبين يعتبرون أن تزايد استهداف الشيعة وعمليات الذبح، وإن كانت قليلة، تؤكد على أن الجماعات، التي تقف وراء هذه الهجمات، تتبنى تكتيكات وأساليب تنظيم "الدولة".