أهالي بغداد يفقدون الثقة بالأمن: مخاوف من تفجيرات بالعيد

أهالي بغداد يفقدون الثقة بالأمن: مخاوف من تفجيرات بالعيد

11 سبتمبر 2016
مخاوف من تفجيرات جديدة (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -


بدت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت في بغداد غير مجدية، إذ استطاع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اختراق منطقة الكرادة من جديد رغم إغلاقها وقطع طرقها، وكثرة الحواجز الأمنية فيها، ومن ثم تفجيره مركزاً تجارياً في شارع فلسطين شرقي بغداد، متحدياً كل الإجراءات الأمنية، ما جعل الأهالي يفقدون الثقة بكل تلك الإجراءات ويعدّونها إجراءات عشوائية لا تجدي نفعاً.

ودفع هذا التدهور الأمني الذي تزامن مع عيد الأضحى المبارك، البغداديين إلى السفر خارج العاصمة لقضاء عطلة العيد هرباً من أعمال العنف والتفجيرات، وبدت شوارع بغداد المزدحمة ومراكزها التجارية شبه خالية إلّا من عدد قليل من المتبضعين.

الآلاف من أهالي بغداد ارتأوا السفر الى إقليم كردستان أو خارج البلاد، بحسب ما سنحت لهم الفرصة، إذا أن مطار بغداد وشركات السفر لم تستطع أن تنقل كل المسافرين بسبب الزخم الكبير عليها.

وكثّفت القوات الأمنية اليوم إجراءاتها الأمنية بشكل كبير، في غالبية مناطق بغداد في شطريها (الكرخ والرصافة).

وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادة وجهت باتخاذ إجراءات مكثفة جداً خلال فترة العيد"، مبيناً أنّ "مئات المفارز الأمنية انتشرت ونصبت الحواجز الأمنيّة في شوارع العاصمة، وركزت قرب الجوامع والحسينيات، وقرب الملاعب والمطاعم والأسواق التجارية، خوفاً من حدوث تفجيرات خلال أيام العيد".

وأضاف الضابط أنّه "تم قطع عدد كبير من شوارع العاصمة وتضييق أخرى، وغلق العديد من منافذ المناطق السكنية وجعل لكل منطقة منفذ واحد فقط"، مشيراً إلى أنّ "نشر المفارز وضع ضمن خطة وضعتها قيادة العمليات، بينما تم نشر مفارز راجلة قرب المراكز التجارية".

ومع كل تلك الإجراءات، فإنّ الأهالي، فقدوا الثقة بها، وعدوها إجراءات "لا تجدي نفعاً".

وقال أحد الأهالي، ويدعى أبو أحمد (56 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإجراءات الأمنية المتبعة منذ 13 عاماً لم تجد نفعاً في حفظ أمن المواطنين"، مبيناً أنّ "غالبية أهالي بغداد سافروا خارجها لقضاء أيام العيد، بينما قرر الآخرون الاحتفاء داخل منازلهم وعدم الخروج منها حفاظاً على أرواحهم".

وأضاف أنّ "هذا العيد جاء خلال فترة رعب تسود الشارع البغدادي، فلا سلطة للدولة ولا هيبة للقانون ولا انضباط ولا أمن، ونرى أنّ الأمور للأسف تتجه من سيئ إلى أسوأ".

وتشهد العاصمة العراقية بغداد ارتباكاً أمنياً غير مسبوق، إذ لا يوجد مكان في العاصمة بمنأى عن التفجيرات وأعمال عنف، ما دفع الأهالي إلى العزوف عن الخروج إلى الأسواق إلّا للحاجة الملحة، محملين الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية هذا الإخفاق.

دلالات