وادي بردى محاصر: ضغط لإخضاع الأهالي ودفعهم لـ"المصالحة"

وادي بردى محاصر: ضغط لإخضاع الأهالي ودفعهم لـ"المصالحة"

28 ديسمبر 2016
معارك بين "جيش الإسلام" والنظام بالغوطة الشرقية(عامر الموهباني/فرانس برس)
+ الخط -
لليوم السادس على التوالي، واصلت قوات النظام السوري مدعومة بـ"حزب الله" اللبناني محاولة اقتحام منطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي، مانعة المدنيين من الخروج، ما دفعهم إلى النزوح داخل الوادي هرباً من القصف العنيف الذي دمر مراكز طبية ومنازل في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ المعارضة السورية المسلحة صدّت محاولة جديدة لقوات النظام و"حزب الله" لاقتحام منطقة وادي بردى من محور الجمعيات في محيط قرية بسيمة، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المهاجمين. وتزامن الهجوم مع قصف جوي ومدفعي من قوات النظام على قرى الوادي.
ومع تبدل الأحوال الجوية وسقوط الأمطار بشكل غزير على الوادي، هدأت حدة الاشتباكات والقصف. وأكد الناشط من وادي بردى معاذ الشامي، لـ"العربي الجديد"، أنّ المدنيين استغلوا الهدوء الذي حصل نتيجة الأمطار الغزيرة ونزحوا تحت الأمطار من المناطق التي يطاولها القصف بشكل كثيف إلى مناطق تتعرض لقصف أقل، وذلك في ظروف سيئة. وأضاف الشامي: "هناك آلاف المدنيين في بضعة كيلومترات، حياتهم مهددة بالموت في أي لحظة، مع تواصل الانقطاع التام في شبكات الاتصال والإنترنت والكهرباء، بينما طوّقت قوات النظام وحزب الله اللبناني كافة مداخل ومخارج الوادي الرئيسية بسواتر مرتفعة من التراب وقامت بنشر القناصة لرصد الطرق الفرعية والوعرة، وتقوم باستهداف أي مدني يحاول الخروج من المنطقة".
وتعاني منطقة وادي بردى من وضع سيئ نتيجة الحصار المفروض والقصف المترافق مع محاولات الاقتحام منذ قرابة الأسبوع، ما تسبب بدمار في منازل المدنيين ومراكز الدفاع المدني والهيئة الطبية في وادي بردى، ومقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء.
وتأتي محاولات الاقتحام في مسعى من النظام السوري لفرض سيطرته على المنطقة الاستراتيجية، والتي تضم نبع الفيجة المغذي الرئيسي للعاصمة دمشق بمياه الشرب. كما تدخل في سياق سياسة التهجير التي ينتهجها النظام في ريف دمشق وغيرها من المناطق. وأكد الشامي أن النظام واصل توجيه رسائل للأهالي في المنطقة، تضمّنت تهديداً بالموت والأسر في حال عدم طرد من وصفهم بالغرباء، والموافقة على إقامة مصالحة وتسليم المطلوبين للخدمة الإلزامية. ونفى الشامي وجود أي محادثات أو مفاوضات بين المعارضة والنظام في الوقت الحالي.


وفي ريف دمشق أيضاً، جددت قوات النظام محاولة اقتحام الغوطة الشرقية من جهة الطريق الدولي غرب مدينة دوما، حيث اندلعت معارك مع فصيل "جيش الإسلام". وتزامنت المعارك مع قصف جوي على الطرق الواصلة بين مدن وبلدات عربين وحموريّة والشيفونية، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة، بحسب الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.
من جهة أخرى، واصلت "قوات سورية الديمقراطية" هجومها على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف الرقة الغربي، وتمكّنت من السيطرة على مساحة واسعة من منطقة جعبر وتقدّمت باتجاه مدينة الطبقة وبحيرة الثورة. وبذلك تكون قد وسعت سيطرتها في الضفة الشمالية الشرقية من نهر الفرات، بدعم من طيران التحالف الدولي، والذي استهدف بدوره موقعاً لتنظيم "داعش" في محيط مدينة الطبقة، ووردت معلومات عن مقتل قيادي من جنسية عربية مع مجموعة من العناصر بتلك الغارة، وتحدثت مصادر أن القيادي يدعى "أبو جندل الكويتي".
على جبهة أخرى، قالت مصادر محليّة إن مجموعة من عناصر قوات النظام السوري قُتل وجرح أفرادها جراء استهدافهم بعبوة ناسفة من قِبل المعارضة السورية في منطقة على طريق خناصر إثريّا في ريف حماة الشرقي وسط البلاد، وهو طريق إمداد النظام الرئيسي نحو محافظة حلب. كما قُتل عنصر من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام بعد استهدافه من قبل عناصر تنظيم "داعش" في جبهة البانوراما بمدينة دير الزور.
وفي إدلب، تواصلت عمليات الاغتيال من قِبل مجهولين، إذ أفاد الناشط جابر أبو محمد لـ"العربي الجديد" بأنّه تم العثور على شخصين في منطقة قرب بلدة كفرنبل تم قتلهما من قِبل مجهول، بينما أصيب شخصان جراء إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين حاولوا اختطاف عبدالله اليوسف أحد شيوخ رابطة العلماء المسلمين في قرية مدايا في ريف إدلب.
وإلى ريف حمص الشرقي، حيث شن الطيران الروسي عدة غارات على مواقع لتنظيم "داعش" في منطقة حويسيس وحقول النفط والغاز في منطقتي جزل وشاعر ومحيط مدينة تدمر ومنطقة جب الجراح، تزامناً مع هجوم جديد من التنظيم على مواقع لقوات النظام في محيط مطار التيفور العسكري ومنطقة الشريفة على الطريق الواصل بين المطار ومدينة القريتين. ويحاول التنظيم منذ أيام اقتحام المطار العسكري تزامناً مع قصفه بالمدفعية والصواريخ، بينما تعمل قوات النظام على تحصين تمركزها داخل المطار عن طريق إرسال تعزيزات عسكرية، لكن بعضها تعرض لكمائن من قبل التنظيم، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من عناصر النظام ومليشيا "الدفاع الوطني". من جهتها، أعلنت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي التابعة للمعارضة السورية عن قتل عنصر من قوات النظام.