تحذيرات من سياسة الأرض المحروقة في الأنبار

تحذيرات من سياسة الأرض المحروقة في الأنبار

20 يونيو 2015
+ الخط -
أطلقت قوى سياسية عراقية، اليوم السبت، تحذيرات جدّية لحكومة العبادي والمليشيات الساندة لها من اعتمادها سياسة الأرض المحروقة في حربها بالأنبار من خلال تكثيف القصف العشوائي والابتعاد عن المواجهة المباشرة مع "داعش". 

وقال القيادي في تحالف القوى العراقية النائب ظافر العاني في بيان له صدر، اليوم السبت، إنه على وزير الدفاع خالد العبيدي ألا يسمح باستخدام سياسة الأرض المحروقة تجاه المدن المأهولة بالمدنيين، إذ يسمع الجميع تصريحات سياسية غير مسؤولة لجهات حكومية رسمية ذات طابع انتقامي تجاه مدن الأنبار وأهلها، وينبغي أن تستخدم أقصى وسائل الحماية لتجنيب المدنيين تبعة الأعمال العسكرية التي لا ذنب للمواطنين في حدوثها، محملاً العبيدي مسؤولية ما وصفه "بأية أعمال انتقامية" تحدث للمواطنين ممن لا يشكلون خطراً على الأمن العام.

اقرأ أيضاً: المليشيات تنشر 300 صاروخ إيراني حول الفلوجة

وأضاف العاني أنه ما يزال في مدن الأنبار المختلفة مئات الآلاف من المدنيين الذين آثروا البقاء في بيوتهم على الرغم من قسوة الظروف التي يعانونها تحت ظلم وجبروت تنظيم داعش، وهؤلاء المدنيين لم يستطيعوا لسبب أو لآخر مغادرة مدنهم سواء بسبب منع التنظيم لهم بالمغادرة أو لأنهم فضلوا البقاء في منازلهم، بعد تجربة النزوح المذلّ التي عاشتها العوائل النازحة ومطالبتهم بكفيل أو بسبب تردي الوضع الإنساني للنازحين.

وأشار إلى أن الدولة تعجز عن حماية مواطنيها وتسمح للإرهابيين بأن يحتلوا مدنهم، لذا لا يمكن أن يكون الشعب ضحية عقاب مزدوج لسلطة فشلت في توفير الأمن لهم.

وفي هذا السياق، أعرب عضو لجنة الأمن والدفاع نايف الشمري عن تخوّف بعض سياسيي السنّة من ارتكاب عناصر في مليشيا الحشد الشعبي جرائم ضد أبناء محافظة الأنبار خلال عمليات التحرير التي تقودها قيادة القوات المشتركة في العراق.

وقال في حديث خاص مع "العربي الجديد" إن الأخطاء والانتهاكات التي ارتكبها الحشد الشعبي بحق المدنيين العزّل حدثت وما زالت تحدث تحت مسمع ومرأى الحكومة، موضحاً أن القيادات العسكرية سواء من الجيش أو الشرطة عاجزة عن منع ووقف هذه الانتهاكات التي أثارت استياء لدى سكان المحافظة.

وحذر الشمري من استمرار الانتهاكات على مجريات العمليات العسكرية، لأنها ستدفع بعشائر المحافظة إلى تعليق مشاركتهم في عمليات التحرير.

اقرأ أيضاً: لواء عراقي يطلب إعفاءه لنقص سلاح المعركة ضد "داعش"
 
ميدانياً، تحاصر القوات الأمنية المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش من جميع الاتجاهات من أجل قطع الإمدادات عنها.
 
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال العيساوي لـ"العربي الجديد" إن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر تحركت باتجاه المناطق التي تخضع لسيطرة داعش في الأنبار وحاصرتها من جميع الاتجاهات من أجل قطع الإمدادات عنها؛ استعداداً لساعة الصفر، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تخرج وجبات أخرى من المتطوعين، وأن هناك عدداً كبيراً من المتدربين في معسكرات الأنبار أنهوا تدريباتهم لكنهم ينتظرون أن يتم تسليحهم ليدخلوا ضمن قيادتي عمليات الأنبار والعمليات المشتركة لتحرير الأنبار بشكل كامل، وأن هناك وجبات أخرى من المتطوعين ستتخرج خلال الأيام المقبلة.

وكان مجلس محافظة الأنبار قد أعلن إنهاء تدريب وتسليح ثلاثة آلاف وخمسمائة مقاتل في الحشد الشعبي من عشائر المحافظة، مشيرا إلى نشر هؤلاء المقاتلين في عدد من مناطق الأنبار.

اقرأ أيضاً: 150 مستشاراً أميركياً يصلون الأنبار

المساهمون