أهالي الفلوجة في مهب القصف والحصار

أهالي الفلوجة في مهب القصف والحصار

19 يونيو 2015
عشائر الفلوجة تطالب بتسهيل خروج الأهالي (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

تكثّف القوات الحكومية البريّة والجويّة ضرباتها على مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي العراق، على الرغم من وجود أكثر من 100 ألف مدني فيها، فيما يطالب الأهالي بفسح المجال لهم للخروج من المدينة.

وقال عضو مجلس عشائر محافظة الأنبار، الشيخ محمود الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الحكوميّة كثفت قصفها بشكل كبير، في غضون اليومين الأخيرين، وفقاً لأسلوب إحراق الأرض، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين"، مبيناً أنّ "أكثر من 100 ألف مدني من أهالي الفلوجة ما زالوا محاصرين في المدينة، وهم بين مطرقة تنظيم (داعش) وسندان القصف الحكومي".

اقرأ أيضاً: مقتل العشرات في قصفٍ لـ"الحشد الشعبي" على الفلوجة

وأضاف الجميلي أنّ "الأهالي اليوم يبحثون عن منفذ لخروجهم من المدينة، ويطالبون الحكومة بتخفيف القصف أو وقفه عن أي جانب من المدينة، لتسهيل عملية خروجهم"، موضحاً أنّ "القوات الحكوميّة لم تستجب لتلك النداءات وتجاهلتها بشكل كامل".

 وأكّد الشيخ أنّ "ما يجري في الفلوجة هو عبارة عن مؤامرة لإحراق المدينة عن بكرة أبيها، وليس خطة للتحرير"، مشيراً إلى أنّ "القوات الحكوميّة والمليشيات لو كانت تريد قتل (داعش)، فعليها أن تتجه نحو الرمادي، فهم متواجدون هناك، أمّا تواجدهم في الفلوجة فهم بنسبة أقل بكثير من الرمادي، لذا فإنّ التركيز الحكومي على ضرب الفلوجة يؤكّد الاستجابة لدعوة المليشيات السابقة لإحراق المدينة".

من جهته، قال رئيس منظمة "السلام لحقوق الإنسان"، وهي منظمة مدنية عراقية، فارس عبدالجليل، إنّ "الحرب الحكوميّة خرجت عن كافة التقاليد والأعراف الدوليّة المتبعة في الحروب".

وقال عبدالجليل لـ"العربي الجديد"، "إنّ منظمته تتابع عن كثب سير المعارك في كافة المحافظات العراقية، ومنها الأنبار، وتتابع الحالات الإنسانية جراء تلك المعارك"، مشيراً إلى أنّ "القوات الحكوميّة ومليشيا "الحشد الشعبي" اليوم لا تبالي بقصف وضرب المدنيين، وتفجّر المنازل بحجة وبغير حجة، الأمر الذي ولّد أزمة إنسانيّة كبيرة، من خلال سقوط مئات المدنيين من القتلى والجرحى، ومثلهم من الإعاقات، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ".

وأكّد عبدالجليل أنّ منظمته "وجهت نداءات استغاثة إلى الحكومة ومطالبات بوقف القصف على المدنيين، وهي تعمل على توثيق كل تلك الجرائم، لكن الحكومة تتجاوز كل تلك النداءات، وتستمر في انتهاكاتها الخطيرة التي أخرجت المعركة إلى معركة ثأر من المدنيين".

وناشد المنظمات الدوليّة ومنظمات حقوق الإنسان بـ"التدخل العاجل لإيجاد حلّ لما يحدث في العراق، وفي محافظة الأنبار تحديداً".

في غضون ذلك، حرّض النائب عن "ائتلاف دولة القانون"، موفق الربيعي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ"تكثيف القصف على مدينة الفلوجة".
وقال الربيعي، في بيان صحافي، إنّه "يتحتم على العبادي البدء بعملية القضاء على عصابات (داعش) في قضاء الفلوجة وإنهاء وجودهم فيها"، محمّلاً العبادي "مسؤولية تخليص قضاء الفلوجة من (داعش) وشيوخها الذين بايعوا تلك العصابات أخيراً"، بحسب تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس كتلة مليشيا "بدر" البرلمانية، القيادي في "الحشد الشعبي"، قاسم الأعرجي، كان قد وجّه دعوة بجعل مدينة الفلوجة "عاليها سافلها تقرباً لله".