تصريحات كيري لا تضمن عودة الهدوء إلى الضفة والقدس

تصريحات كيري لا تضمن عودة الهدوء إلى الضفة والقدس

25 أكتوبر 2015
كيري وعباس بحثا عن حل للأزمة (getty)
+ الخط -
لا يبدو أن إعلان وتصريحات وزير الخارجية جون كيري، بشأن التعهدات التي تلقاها من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قادر على طمأنة الإسرائيليين بعودة الهدوء وخفض ألسنة اللهب قريبا. 

واعتبر أكثر من محلل للشؤون العسكرية والفلسطينية أن التفاهمات غير الرسمية وغير المكتوبة، ستبقى مرهونة بالتطورات على أرض الواقع وهي لن تكون معادلة سحرية يمكنها بلحظات وقف الانتفاضة الفلسطينية.

في هذا السياق، اعتبر المحلل العسكري في "يديعوت أحرنوت" رون بي يشاي، أن التفاهمات قد تحمل فائدة لإسرائيل والأردن والولايات المتحدة، لكنها لن تعيد بالضرورة الهدوء التام فوراً أو توقف انتفاضة السكاكين، وإن كان الهدوء قد بدأ يعود تدريجياً للقدس والضفة الغربية.

اقرأ أيضا: حماس: تصريحات كيري عن الأقصى مراوغة للالتفاف على الانتفاضة 

وقال إن "حوادث الدهس والزجاجات الحارقة تتغذى على حالة الارتباك والخوف التي تطغى على الحياة في إسرائيل، وتحرك الشباب الفلسطيني الواقع تحت تأثير التحريض من خلال الفيسبوك، وعليه فإن التفاهمات لن تؤدي إلى تغيير فوري، لكنها تساهم في تحسين الأجواء"، على حد تعبيره.

وأوضح بن يشاي أن "كون التفاهمات شفوية غير مكتوبة، تمكن كل طرف من منحها التفسير الذي يريد، لكونها غير ملزمة دبلوماسياً ولا بحسب القانون الدولي، كما أنها صيغت بمصطلحات خافتة تفتقد للحدة والوضوح وليس بمصطلحات قانونية دقيقة".

ولفت الى أن كيري أعلن أن التفاهمات هي بين ملك الاردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس طرفاً فيها، ولذلك فإنها لا تلزمه.

ويرى أن الرابحين الكبار من التفاهمات هم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، "الذي يعود إلى بلاده مع إنجاز دبلوماسي يثبت أن الولايات المتحدة لا تزال مؤثرة ولها دور في الشرق الأوسط. وملك الأردن هو الرابح الرئيسي، الذي ظهر كشخص مسؤول على الساحة الدولية، وأنه الحامي الحقيقي للمسجد الأقصى على الساحة العربية والإسلامية، كما يكتسب بضع نقاط من واشنطن. أما الرابح الثالث فهو نتنياهو، إذ قررت إسرائيل نصب كاميرات في المسجد الأقصى بمبادرة من الأردن وبالتعاون معها".

وبحسب بن يشاي، فإن إسرائيل غير مطالبة بالعودة إلى الوضع الذي كان قائما حتى عام 2000، وهو الأمر الذي طالب به أبو مازن، ما يعني أن قوات الاحتلال تستطيع الاستمرار بممارساتها، وحتى بتحديد جيل المصلين في المسجد الأقصى، حسب الوضع الأمني. وتستبعد هذه التفاهمات كلياً الاقتراح الفرنسي بنشر مراقبين دوليين في المسجد الاقصى، وهذه نقطة تحسب لصالح نتنياهو. ولفت بن يشاي إلى أن ممارسات المستوطنين، يمكن أن تشعل الوضع مجدداً.

من جانبه اعتبر المحلل آفي سيسخاروف، في موقع "والا" العبري "إنه برغم هذه التفاهمات إلا أنه واضح للجميع أن التصعيد قادم. وأشار إلى عدم وضوح التفاهمات بشكل قطعي، وكل طرف يفهمها كما يشاء".

اقرأ أيضا: عباس يطالب كيري بحماية دولية للشعب الفلسطيني

وما إن سربت مصادر فلسطينية أن نتنياهو تعهد عدم إصدار عطاءات بناء جديدة في المستوطنات، حتى ردت جهات سياسية (إسرائيلية) أنه لم يكن هناك أي التزام كهذا. وحتى في مسألة المسجد الأقصى فإنه ليس واضحاً بعد ما الذي سيتغير وما هي طبيعة التغييرات القادمة. وشكك سيسخاروف مثلا بفاعلية ونجاعة الكاميرات التي جرى الحديث عن نصبها في باحات الأقصى، مشيرا إلى أنه يجوز الافتراض أن مثل هذه الكاميرات موجودة وتوثق كل شيء.

ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى وجود تفاهمات سرية لم يعلن عنها، ستظهر مع الوقت، ومنها مثلا سماح إسرائيلي للمسلمين بدخول المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي، من دون تحديد الجيل، معتبرة أن موافقة نتنياهو على السماح للمسلمين فقط بالصلاة في المسجد الأقصى هو خطوة إلى الأمام.

وأشار المحلل في الصحيفة، عاموس هرئيل، إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معني أيضاً بتهدئة الأمور، خوفا من فقدانه السيطرة على ما يحدث في الضفة الغربية، لا سيما أن المقاومة التي ظهرت في الهبة الحالية شعبية وغير منصاعة لتنظيم أو قيادات. كما اعتبر أن للتفاهمات انعكاسات على تهدئة النفوس في الداخل الفلسطيني أيضاً، الذي شهد مواجهات مع القوات الإسرائيلية على مدار الأسابيع الماضية.