فلسطينيو 48: تنديد بـ"داعش" وتحذير من وهم الاحتماء بالاحتلال

فلسطينيو 48: تنديد بـ"داعش" وتحذير من وهم الاحتماء بالاحتلال

26 يوليو 2014
تنديد بتهجير مسيحيي العراق(صباح عرار/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

شارك الفلسطينيون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 في اليومين الأخيرين في وقفات احتجاجية في الناصرة، بدعوة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي ومجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة، تنديداً بجرائم وإرهاب "داعش"، وسط تحذيرات من محاولات استغلال الاحتلال لجرائم "داعش" "لتمرير مخططات دنيئة وتسويق وهم الاحتماء بالمؤسسة الإسرائيلية". 

وتخلل الوقفات دعوة الكهنة من طوائف عدة الى تخصيص قداديس الصلاة من أجل السّلام والمتألّمين والمنكوبين واللاجئين والمضطهدين في الموصل وغزة.

وكان فرع التجمع الوطني الديمقراطي قد نظّم الوقفة الاحتجاجية في الناصرة ضد الجرائم التي يرتكبها "داعش" في العراق. وأصدر بياناً جاء فيه :"يدين التجمع الوطني الديمقراطي المحاولات التي تقوم بها أطراف طائفية عميلة لاستغلال جرائم "داعش" ضد مسيحيي العراق، لتمرير مخططات دنيئة وتسويق وهم الاحتماء بالمؤسسة الإسرائيلية، التي تقوم من طرفها باستثمار الأمر".

وأشار إلى أن هدف هذه المحاولات "ضرب النسيج الاجتماعي والوطني لجماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني وتأليبها على بعضها البعض تماشياً مع سياسة فرق تسد الاستعمارية، والتي تستهدف إحكام السيطرة وتفتيتنا إلى طوائف متناثرة ومتنافرة، ونزع البعدين القومي والوطني عن هويتنا ووجودنا".

وأكد التجمع على ضرورة "محاربة عملاء وأذرع إسرائيل، من الطائفيين، الذين يوهمون شعبهم بأن الحل والمنقذ يكمن في من يقتل شعبنا ويقصفه ويسيطر على أراضيه". وشدد على أن "الحفاظ على المسيحيين العرب، هو جزء من الحفاظ على شعبنا ووطننا، وهو يكمن في التمسك في وحدة هذا الشعب ووحدة تراب وطنه".

كذلك أصدر مطران الناصرة والجليل، المتروبوليت كرياكوس، وكهنة الطائفة ومجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، بياناً أدانوا فيه "إرهاب عصابات داعش وحذروا من دسائس الطائفية."

ودعوا الى تخصيص جميع الكنائس الصلوات والقداديس غداً الأحد المقبل لأجل المظلومين والمضطهدين في الأرض.

وكانت مجموعة من رجال الدينٍ وشخصيات مسلمة ومسيحيّة قد اجتمعت في حيفا وناقشت أوضاع المسيحيين في الموصل. وأصدر المجتمعون بيان شجب واستنكار. ومما جاء فيه: "إنّنا ندين بشدّةٍ الأعمال الوحشيّة التي قام بها تنظيم داعش، وخصوصاً تلك التي ضدّ المسيحيّين في الموصل، والتي تتناقض مع سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في إحسانه لجميع خلق الله وخصوصاً من أهل الكتاب".

وأشار البيان إلى أن "الإسلام لا يُفرِّق بين الناس على أساس العقائد، لذا فإنّ المواطنة من القيم الإسلاميّة التي يجب احترامها. وهذا ما أكَّد عليه الرسول (ص) في ميثاق المدينة، حيث أعطى حقوقًا مساويةً لكلّ المواطنين بغض النظر عن دينهم".

وتابع البيان: "وإنّنا نؤكِّد على الحفاظ على اللحمة العربيّة الوطنيّة التي تجمع بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد، عشنا معاً، ناضلنا معاً، لم يُعرَف شرقنا إلّا بمسيحيِّيه ومسلميه، ولا نريد إلّا كذلك، فلا إكراه في الدين، انطلاقًا من المقولة: "الدين لله والوطن للجميع".

وأضاف "لا بدّ من اتّخاذ بعض الخطوات العمليّة في هذا المجال". ومن بينها "إقامة ندواتٍ فكريّة لشرح النصوص الدينيّة التي يراها البعض متنافية مع المواطنة وحاضّة على التمييز الديني، وتشجيع الحوار بين الأديان والمذاهب والحثّ على التحابّ بين الأديان مع وجود الاختلاف العقائدي".  ويضاف إلى ذلك "وضع مناهجَ تعليميّةٍ جديدةٍ لإعداد جيلٍ واعٍ قادرٍ على تحمُّل أعباء المرحلة وإيجاد أدواتٍ إعلاميّةٍ متطوّرةٍ على جميع الأصعدة".

من جهته، أوضح شيخ مسجد النصر "الجرينة" في حيفا رشاد أبو الهيجاء، لـ"العربي الجديد" أن "ما يجري في الموصل أمر فظيع جداً، نستنكره بشدة لأنه ليس من الشريعة ولا الدين". وذكّر بما جاء في القرآن: "لا تجادلوا أهل الكاتب إلا بالتي هي أحسن".

وأكد على أن المسيحيين في الموصل ليسوا من المحاربين، فيفرض على أي إنسان مسلم من أصحاب السلطة أن يوفر الحماية لهم، مشيراً إلى أن هذا مطلب شرعي. وأضاف "نحن نعمل كل الوقت على بناء جسور التآخي للشعب الواحد، علاقتنا مع المسيحية هي الواجب والمفروض علينا وضرورة الساعة التي نعيش".

أما الرئيس الروحي للروم الكاثوليك في حيفا، الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى، فشدد على أن "حيفا مدينة تعايش مسيحي إسلامي". وأضاف "أنا قمت بزيارة جامع الجرينة مرات عدة، وهذا يدل على عمق العلاقات الموجودة بيننا بالرغم من وجود تيار معارض من مسيحيين ومسلمين، لم نسمح لهذا التيار الناشئ بان يؤثر على العلاقة التاريخية كشعب عندنا نفس اللغة والمصير والثقافة".

وكان قد قال على صفحته على "فايسبوك" إنه سيقام قداس صلاةٍ من أجل السّلام والمتألّمين والمنكوبين واللاجئين والمضطهدين، يوم الثلاثاء المقبل، في كنيسة مار يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس.

بدورهم، دعا كهنة مدينة شفا عمرو إلى لقاء صلاة ومسيرة شموع صامتة استنكاراً للأحداث الأليمة التي تشهدها غزة ومن تهجير للمسيحين في العراق وسورية، يوم الأربعاء المقبل.

المساهمون