مناصرة عربية للتأليب على عرب أوروبا

مناصرة عربية للتأليب على عرب أوروبا

24 فبراير 2020
تحريض على الجاليات بلسان عربي(هاناو-غيتي)
+ الخط -

قد يرى البعض أنه ليس الوقت المناسب لإثارة الأسباب المؤدية لهذا الجنون في إرهاب مؤسس على تحريض بحق مسلمي وعرب القارة الأوروبية، وعموم المجتمعات الغربية. وتأجيل البحث في مساهمة ما يصفه البعض "تملق الطبقة السياسية التقليدية للشعبوية في أوروبا" لن يساهم سوى في تأزيم التحريض وتراكمه.

وإذا كانت دول أوروبا تُحكم بمؤسسات ديمقراطية، فالخشية أن اختراقها، وهو ما كُشف النقاب عنه في حالتي ألمانيا والسويد، وخصوصا التنسيق بين برلمانيين، من "البديل" و"ديمقراطيي السويد" مع النازيين وحركة "مقاومة الشمال"، سيؤدي لما هو أكثر جنونا في استدعاء غياب الثقة التامة بالمؤسستين السياسية والأمنية، حين يتعلق الأمر بمواطني أوروبا من الديانة الإسلامية.
ولا شك أيضا أن نبرة التطرف تصاعدت بجرأة منذ قدوم ترامب إلى السلطة في أميركا.
ولكن، ما يمكن ملاحظته أيضا أن وسائل "إعلام" عربية، وخصوصا دعائية تتبع الاستبداد، مصرية وسورية وبعضها خليجية، ساهمت في أكبر عملية تضليل وتعميم بالتحريض على عرب القارة. وحين يذهب للتحريض على مسلمي القارة الأوروبية، في أكثر من مناسبة وأمام الكاميرات، وخلال مؤتمرات وزيارات رسمية، كما يفعل "رئيس" مصر ومثله فعل وزير خارجية أبوظبي، عبد الله بن زايد، وأصوات سعودية متصهينة، ومفتي الأسد، أحمد حسون، الذي هدد سابقا أوروبا نفسها بانتحاريين، فتلك طامة لم يسجلها التاريخ العربي منذ 100 عام على الأقل، أن يجري التحريض على ملايين المواطنين من أصول عربية ومسلمة على لسان من يفترض أنهم من "ذات الأمة".

المساهمون