"ابن منظور للأدباء الشبان".. كيف نقدّم الأسماء الجديدة؟

"ابن منظور للأدباء الشبان".. كيف نقدّم الأسماء الجديدة؟

07 ابريل 2018
تجهيز لـ نادية الكعبي/ تونس
+ الخط -
انطلق أمس "مهرجان ابن منظور الوطني للأدباء الشبّان"، الذي يقام في مدينة قفصة جنوب غرب تونس ويتواصل حتى مساء الغد.

التظاهرة في دورتها التاسعة عشرة، تعتبر إحدى الفعاليات الثقافية القليلة ليس في تونس فقط، بل وفي البلاد العربية، التي تكرس برنامجها لتقديم الأصوات الجديدة في الأدب؛ شعرية كانت أو سردية، حيث أن الأوساط الثقافية العربية عموماً، تعرف اعتبارات كثيرة لا تخلو من تزييف ناجم عن الشللية وتقديم أحد على حساب أحد لاشتراطات لا علاقة لها بالموهبة في كثير من الأحيان، إنها واحدة من أمراض هذه الأوساط الكثيرة.

بالمقابل لا شك أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي سهّل على قرّاء كثيرين التحوّل إلى كتّاب، بغض النظر عن نوع ومستوى الكتابة، لذلك يستلزم الأمر أن يقابل هذا التدفق الافتراضي بتشدد الوسط الثقافي الواقعي، وحرصه على تقديم الأسماء الجيدة بعيداً عن بهرجة "فيسبوك"، لكن هل يحدث ذلك فعلاً؟ أم أن هذه الوسيلة تصدر الأسماء الافتراضية ضعيفة وجيدة إلى الواقع بالجملة، وتحوّلهم إلى كتّاب أصحاب إصدارات ومحاضرات وأمسيات.

هذه الظروف تستدعي التساؤل عن ضوابط تقديم هذا الكاتب أو ذاك، وفتح المنابر الرسمية والجدية لأي كان وحول قيمة ما يكتب، والكيفية التي يمكن بها فرز المواهب الحقيقية بين كل هذا الركام، هل يمكن لتظاهرات تختص بقراءة الأدب الجديد أن تلعب دوراً نقدياً وثقافياً مسؤولاً في هذا السياق؟

تبدو الأسئلة كما لو كانت تتوالد من بعضها، لكن الإجابات عليها قليلة، فهل يخضع هكذا مهرجان لشروط انتقاء ولجان تحكيم موضوعية وناقدة، أم أن حاله ككثير من المهرجانات الثقافية الأخرى التي ترسل فيها الدعوات بناء على مصالح وصداقات ومجاملات؟

مهرجان "ابن منظور الوطني للأدباء الشّبّان"، يعرف دورته التاسعة عشرة حالياً، وهذا يعني عقدين من تقديم أدباء شبان إلى الوسط الثقافي في تونس، وربما يكون في هذه الاستمرارية دلالة على أهمية هذه التظاهرة ونجاحها، حيث أنها لا تقدّم أسماء جديدة فقط، بل يترافق مع القراءات معارض فنية وعروض مسرح وندوات وورش كتابة وصالون صغير للكتب.

يقف "ابن منظور" مستعيداً أحد الأسماء التي كانت حاضرة فيه لكنها رحلت مبكراً، حيث يضيء على تجربة الشاعر الراحل شكري بوترعة الذي رحل العام الماضي بعد أن قدّم عدة مجموعات شعرية من بينها "ثمة موتى يستدرجون القيامة"، و"لا شيء يحدث الآن"، كما تستعاد تجربة الشاعر التونسي الراحل محمد العربي (1928-1998).

أما معرض "الحبس كذاب"، والذي يقام على هامش المهرجان فيتضمّن صوراً فوتوغرافية التقطها نزلاء السجن المدني في قفصة بعد تدريب من الفنان أيمن زوالي. بينما يعرض "مركزالفنون الركحية والدرامية" مسرحية "آش مازال" لفرقة مسرح الجنوب، إلى جانب فقرات مسرحية طلابية تابعة لـ"المركز الجامعي" في قفصة.

من الندوات التي ينظمها المهرجان "فلسطين والأدب العربي"، التي يحاضر فيها كل من محمد الحسناوي، وسمير السحيمي، وبلقاسم تليجاني، وعلي السماوي. أما ندوة "نافذة على النّشر" فتتناول تجربة "دار المنتدى" التي قدمت عدة أسماء جديدة شابة في تونس، وتتطرّق إلى صعوبات نشر الكتاب الأول، ويشارك في المحاضرة النّاشر كمال حمدي والكاتب فتحي الطيّب.

يشارك في الأمسيات الشعرية والقصصية كل من رياض الشرايطي، وكمال حمدي، وعبد الحميد الفالح، وسماح بوسيفي، وعكرمي يحياوي، وكمال ساعي، ودلال خذيري، ومحجوبة الجلاصي.

كما يخصّص المهرجان لجان تحكيم للشعر تضمّ محمد الصّالح البوعمراني وعلي السماوي، وبدر الدين هوشاتي، ومحمد أحمدي، إضافة إلى لجنة تحكيم في القصّة وتضم إبراهيم الدّرغوثي، وعلي يونسي، وحبيب بن محمد، وهالة عمايميّة.

المساهمون