"الجبتانا": حول أسفار التكوين المصرية

"الجبتانا": حول أسفار التكوين المصرية

13 ابريل 2019
جزء من تمثال "يقظة أوزيريس" تصوير: كريستيان غريك
+ الخط -

يعد كتاب "الجيبتانا" للمؤرخ مانيتون السمنودي، بمثابة أسفار التكوين المصرية، وهو من النصوص النادرة والأصيلة، والذي ظل مجهولاً لفترة كبيرة، ويضم كتابات السمنودي الذي كان كاهناً في عهد الملك بطليموس الثاني حوالي 270.ق.م، أول ملوك الفراعنة البطالمة في الإسكندرية، والذي كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة.

صدر الكتاب عن "دار روافد" في طبعتين عامي 2009 و2011، ويتكون من ثمانية أسفار كل سفر خمس إصحاحات ماعدا السفر الثامن سفر "القمح والكوشير"، فهو يقع في ستة إصحاحات.

وتبدأ الأسفار بسفر "رؤيا مانيتون السمنودي" وفيه يحكي كيفية صعوده إلى السماء وإعطائه جناحين لمقابلة الإله "رع" الذي كلفه بكتابة "الجبتانا".

حول هذا الكتاب تحاضر الباحثة ألفت التهامي في "مركز درب اللبانة للثقافة" عند الخامسة والنصف من مساء الجمعة المقبل، 19 من الشهر الجاري.

يقول بيان المحاضرة: "بعد حرق مكتبة الأسكندرية ظلت نصوص هذا الكتاب محفوظة فترة طويلة من الزمن في ذاكرة الرهبان الذين توارثوها"، ويضيف "تم جمع وتحقيق النصوص لإعداد الكتاب في الخمسينات من القرن الماضي و قام بتحقيق النصوص الأستاذ علي الألفي".

وبحسب إعلان الفعالية فإن أهمية الكتاب تكمن "في كونه نص مصري أصيل ثمين و فريد وظل لا يعرف عن نصوص الكتاب إلا القليلين إلى أن تم نشره أخيراً فلاقي اهتماماً بالغاً من المستنيرين المعتزين بمصريتهم والراغبين في استكشاف جذور هويتهم من مصدر مصري موثق."

الكتاب سرد مفصل لنشأة الحياة على أرض مصر فيتحدث عن هيمنة الرب أو"الأرباب" فالظروف التي أدت للحياة وتتاليها والتكاثر والانتشار في أرجاء مصر واستقرار المصريين قرب النيل.

يتطرق المؤلف أيضاً إلى تكوين مجتمعات تطورت إلى مدن هي بداية عصر المدنية والحضارة المصرية مثل مدينة عين شمس أو هليوبوليس، ومنف التي صارت العاصمة بعد التوحيد الأول لمصر. ويروي الكتاب تسلسل الأحداث من بداية التكوين وحتى التوحيد الثاني لمصر على يد مينا نارمر.

كذلك يقدم "جبتانا" سرداً مفصلاً لقصة إيزيس وأوزوريس ويوضح نسبهم، حيث يلقي الكتاب الضوء على شخصية أوزوريس من خلال أقواله وتصرفاته في كافة المواقف المحورية لحياته قبل وبعد تتويجه أول ملك لمصر بفضل إلهام "الأرباب" له ومباركة الكهنة واعترافهم بمكانته وحب الشعب لمعلمهم الذي يعود إليه الفضل في تطوّر أسلوب حياتهم واستقرارها.

المساهمون