إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

27 فبراير 2018
إيتيل عدنان/ لبنان
+ الخط -
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والفلسفة والأنثربولوجيا وتاريخ الأدب.


■ ■ ■


عن منشورات "ميسلون" يصدر قريباً كتاب "تركيا بعيوني: ثقافة، أدب، ترجمة، فنون" والذي يضمّ مقالات وأبحاثاً للمترجم والكاتب السوري الراحل عبد القادر عبد اللي (1957 - 2017)، جمعها وأعدّها المترجم التركي محمد حقي صوتشين، الذي يقول: "كان عبد القادر عبد اللي جسراً متيناً بين الأدبين التركي والعربي؛ حيث منح الكثير للأدب التركي والثقافة التركية من خلال التعريف بهما؛ لكن، لا العرب ولا الأتراك اهتموا به حقَّ الاهتمام. هذا الكتاب بمنزلة خطوة أولى لتخليد إبداع هذا المترجم، ما نشره في دوريات مختلفة عن الثقافة والأدب والترجمة والفنون".

عن منشورات "فالية" صدر حديثاً كتاب "مريريدة نايت اعتيق: أغاني تساوت.. قصائد من الشعر الشفوي الأمازيغي". القصائد كان قد اختارها وترجمها إلى الفرنسية الكاتب والروائي الفرنسي المُتمزّغ رونيه أولوج René Euloge، وأعاد ترجمتها إلى العربية الروائي المغربي عبد الكريم جويطي. ومريريدة شاعرة أمازيغية شعبيّة متمرّدة، اشتهرت في منطقة الأطلس نواحي مدينة أزيلال المغربية في الربع الأول من القرن الماضي، تعرّف عليها صدفة في أحد الأسواق الأسبوعية المسافر الفرنسي أولوج الذي تعلّم الأمازيغية، فدوّن بعضاً من قصائدها ونقلها إلى الفرنسية.

بترجمة عن الألمانية أنجزها قحطان جاسم، صدر مؤخراً كتاب "عالَم الصمت" للمفكّر السويسري ماكس بيكار (1888-1965) في طبعة مشتركة بين "دار التنوير" و"مركز دراسات فلسفة الدين" في بغداد. العمل صدر أوّل مرة عام 1948، ويعدّ من الأعمال التي مثلت مرحلة فكرية جديدة تواكب ما بعد الحرب العالمية الثانية من خلال العودة إلى المشترك الإنساني، ومنه يعود بيكار إلى الصمت باعتباره قاسماً مشتركاً خفياً في كل عمليات التواصل، معتبراً أن "الصمت جزء من البنية الأساسية للكائن البشري" بالرغم من أن المعرفة لم توثّق سوى للكلام باعتباره شكل التواصل الوحيد.

صدرت مؤخراً طبعة جديدة لكتاب "سيكولوجيا فنون الأداء" لـ غلين ويسلون والذي ترجمه الباحث المصري في الجماليات شاكر عبد الحميد. يقع الكتاب، الذي صدر عن "المكتب المصري للمطبوعات"، بين مجموعة ميادين معرفية مثل علم النفس، وعلم الجمال، ودراسات الفنون التي تصنّف كفنون أداء مثل المسرح والسينما والباليه والأوبرا، وهو ما يفتح العمل على عدة واجهات مثل إعداد الممثل، وحساسيات التقبّل الموسيقي، والإخراج الفنّي للقضايا الاجتماعية، ودور الخيال في إنتاج الأعمال الإبداعية، وانتقال العروض بين مختلف مستويات تشكّلها من كاتب النص إلى المؤدّي على الخشبة.

عن "دار الجنوب"، صدر مؤخراً كتاب "الإسلام.. انفتاح وتجاوز" لعالم الاجتماع التونسي عبد الوهاب بوحديبة (1932)، وهو عمل جديد يُضاف إلى سلسلة أعماله التي تهتم بالإسلام من منظور ثقافي مثل "الإسلام والجنس" و"الإنسان في الإسلام" و"ثقافة العطر في الإسلام". في هذا الكتاب، يدرس بوحديبة البعد العالمي للإسلام انطلاقاً من فكرة عالمية الرسالة المحمدية التي تنصّ عليها النصوص الإسلامية، وصولاً إلى وضعية الإسلام اليوم حيث يمثّل مشغلاً فكرياً واجتماعياً على مستوى عالمي ما يجعل من دراسة بعده العالمي "لحظة تفكير استعجالية وراهنة" كما يقول ناشره في التقديم.

بترجمة مشتركة أنجزها كل من أنور محمد إبراهيم وعلي غالب أحمد غالب، صدر مؤخراً كتاب "مائة عام من الأدب الروسي.. دليلك إلى الأدب الروسي في القرن العشرين" لـ فلاديمير أكيموف عن "المركز القومي للترجمة". يرصد العمل انعكاس التاريخ المتقلّب الذي عاشته روسيا في القرن الماضي، مع أفول إمبراطورية أسرة رومانوف في بداياته وقيام "الاتحاد السوفييتي" وفرض رؤيته السياسية في الفن، ثم سقوطه في نهاية القرن، وهي جميعاً محطات نجد أثرها بوضوح في نصوص أبرز أسماء الأدب الروسي مثل مكسيم غوركي وميخائيل شولوخوف وآنا أخماتوفا وميخائيل بولغاكوف وجوزيف برودسكي.

في كتاب "فلسفة الفساد" الذي صدر مؤخراً عن منشورات "هيرمان"، يتطرّق الباحث الفرنسي تيري مينيسييه إلى مشغل راهن قلما التفتت له البحوث الفكرية خارج دائرة الدراسات القانونية، مبيّناً أن الفساد، بالمعنى المتداول اليوم كاستغلال العمومي لأهداف شخصية، يمسّ جميع المحاور التي تغطّيها الفلسفة السياسية وعلم الأخلاق، حيث يعتبر أن الأولى تقدّم أدوات تحكّم في الفساد كظاهرة، أما الثانية فيمكن أن تكون أداة فاعلة لمقاومتها. من هنا، يعتبر المؤلف أن قضية الفساد في المجتمعات الحديثة وانتشارها تضعنا على عتبات اختراع أخلاقيات جماعية جديدة.

صدرت مؤخراً الطبعة الثالثة من كتاب "نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية" للمفكّر الجزائري الفرنسي الراحل محمد أركون (1928-2010) عن "دار الساقي". ينطلق العمل من قناعة تقول بأن حوار الأديان والثقافات والحضارات الذي يشغل العالم اليوم لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا إذا قام الجميع بنقد راديكالي لتراثهم القديم، المتمثل بالخصوص في لاهوت القرون الوسطى، والذي ينتشر فيه تكفير الآخرين ونبذهم ولا يعترف بهم ولا بإيمانهم. كما يلقي أركون الضوء في هذا الكتاب على علاقاته مع شخصيات مسيحية مثل الأب يواكيم مبارك والمستشرق لويس ماسينيون.


دلالات

المساهمون