مقعد فارغ لزمن بأكمله

مقعد فارغ لزمن بأكمله

26 مارس 2015
ميدان الأوبرا القديمة في الثلاثينيات
+ الخط -

بعد رحيل محمد القصبجي، الذي تعود أصوله إلى مدينة حلب السورية، ظهرت "الست" في عدة حفلات لها محتفظة بمقعده فارغاً، بعدما كان يظهر في حفلاتها كعازف عود عادي من أعضاء فرقتها.

المقعد الفارغ أصبح الآن لزمن بأكمله. نفكّر في "دار الأوبرا المصرية" التي تحوّلت إلى موقف سيارات، وبشارع "محمد علي" الذي التهمه الإهمال والقمامة، وبالشارع الصغير "عماد الدين" الذي كان يضم عشرات المسارح، قبل أن يخسرها وتحل مكانها محلات الأدوات الكهربائية، وخلفه شارع "الفجالة" الذي كان يكتظ بمكتبات تعرض أحدث ما ينشره العالم، ليصبح بعدها شارعاً لبيع أدوات الصرف الصحي. نفكّر في الزمن الذي كان فيه المنشد الديني عازف عود، والمغني مؤذن مسجد.

نفكّر بالإرث الموسيقي الضخم والمضيّع لذلك الزمن، الذي احتُكر بلا تدبّر من قبل شركة "روتانا" ـ شكراً على نعمة اليوتيوب.

نفكّر بكل هذا ونحن نستمع إلى المقدّمة الشجيّة لـ"ذكرياتي" التي وضعها القصبجي على مقام النهاوند، وكأنه كتبها بكائية لذكرياتنا نحن، نحن الذين تُركنا نتحسّر على زمن بأكمله.

دلالات

المساهمون