"شرود" جورج باسيل.. وجوه قريبة من اليأس

"شرود" جورج باسيل.. وجوه قريبة من اليأس

08 نوفمبر 2018
(من المعرض)
+ الخط -
يتواصل معرض الفنان اللبناني جورج باسيل في غاليري المشرق في عمان حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ويضمّ مجموعة من الأعمال التي تهيمن عليها عوالم الأحلام والغرائبية والهالات البيضاء في لوحات تحت عنوان "شرود الزهن".

هذا هو المعرض الثاني والعشرين للفنان الذي ولد عام 1965، ومعظم أعماله بورتريهات (تقارب العشرين عملاً)، الوجوه فيها تقترب من سطح الكانفاس، وجوه مؤنثة لم ينجح المكياج الكثيف في إخفاء الحزن الذي يظللها.

رسم الشخوص والوجوه، خصوصاً المرأة، هو من أساسيات العمل الفني في مشوار باسيل، لطالما قدّم الطبقات اللونية الشفافة من خلال معالجته للظل والضوء.

الشخصيات موضع العمل، تبدو كأنها سابحة في فكرة ما، أو غارقة في ألم عميق يعزلها عن ما يحيط بها.

كان باسيل سابقاً مرتبطاً باللون الأحمر، وكانت لوحاته في معارضه السابقة، وهو اليوم ينحاز إلى الأبيض.

يتخلّى الفنان عن الإغراءات البصرية المؤنثة ليقف عند الانفعالات؛ كيف نتألم، كيف ننظر حين نتألم، كيف تظهر الوجوه حين يغرق أصحابها في فكرة أو عاطفة ما.

المشترك والمكرّر في كلّ أعمال باسيل الحالية والسابقة، هو حضور المرأة كملهمة أساسية والألوان التي نكتشف معه غنى أن تكون باهتة وعميقة في آن، فهذه هي المفارقة اللونية التي يتمتع بها باسيل ويجيدها.

الغموض والصمت قيمتان أساسيتان في أعماله، تدفع إلى العزلة والتأمل الطويل في اللوحة، ثمة دفء منبعه لوني من جهة، ومن الموضوع وتعابير الوجوه من جهة أخرى.

وجوه باسيل حالمة وأقرب ما تكون إلى اليائسة، غريبة الملامح وكثيفة التعابير، العيون غالباً مغمضة، في أسلوب يجمع الانطباعي والتعبيري في آن.

يقول باسيل "من أكثر المواضيع التي تشدّ اهتمامي وتثير مخيلتي هي وجوه الناس وكلّ ما استطيع استنطاقه منها، فالفن بالنسبة لي هو المكان الذي أرى فيه العالم والناس أجمل".

المساهمون