لغط تاريخي

لغط تاريخي

28 مايو 2015
العربي الشرقاوي / المغرب
+ الخط -

ثمة لغط وسوء فهم عميق يشوبان علاقة المتلقين العرب بأعمال المؤرخين الغربيين الحديثة حول حقبة بداية الإسلام. هناك نقاط عدّة من المفيد أن يفهمها هؤلاء.

أولاً، المؤرخون الغربيون المعاصرون غير "مشغولين" بالطّعن بقدسية النص القرآني، فالمسألة غير مطروحة بالنسبة لهم أصلاً، وهم أنفسهم لا ينسبون أي مصدر غير إنساني للإنجيل والتوراة.

ثانياً، هؤلاء يتخذون موقفاً نقدياً من التأريخ الاستشراقي الاستعماري الذي لم يشكك بالرواية الإسلامية التقليدية لأنها وافقت طروحاته عن فوقية العرق الأبيض الأندو ـ أوروبي: أن يكون العرب الأوائل بدواً ساميين يقودهم نبيٌ أميّ، تحضّروا على أيدي البيزنطيين والفرس الذين غزوهم، فتلك رواية تتوافق تماماً مع المعايير الاستشراقية.

في المقابل، المؤرخون المعاصرون ينسبون إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام تاريخاً حضرياً غنياً وحافلاً بالإمارات والممالك والإمبراطوريات التي تركت كل منها إرثاً مكتوباً، ويعتبرون الجاهلية، بقبائلها المتحاربة وشعرائها الجوالين، أسطورة اخترعها العصر العباسي.

ثالثاً وأخيراً، من السطحية الاعتقاد أن النظريات التي تعتبر أن الإسلام خرج من كنف جماعة يهومسيحية تهدف إلى الانتقاص من أصالته. في المناخ الغربي الراهن، هذه النظريات تسخّف الطرح الإسلاموفوبي القائل بتمايز وتعارض ماهوي (من "ماهية") بين حضارة عربوإسلامية وأخرى يهومسيحية.

المساهمون