وقفة مع لطيفة لبصير

وقفة مع لطيفة لبصير

13 ابريل 2017
(لطيفة لبصير، تصوير: منى وفيق)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه، وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.



ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
يشغلني التحليل النفسي، وأخمن أنه رغم العديد من النظريات والمفاهيم، يظلّ عاجزا عن معرفة ما يحدث للنفس من تحولات غريبة، وأكبر مثال على ذلك ما حدث لكارل يونغ وزهده في العالم، فلم يسعفه التحليل النفسي في علاج نفسه أولا ويظل اللاوعي ذلك السرداب الذي تختبئ فيه كل الألغاز.


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
كتاب "محكيات نسائية/لها طعم النارنج" وهو كتاب يحكي قصصا واقعية غريبة حدثت لنساء من مختلف التوجهات والأعمار، كتابي القادم سيكون مجموعة قصصية.


هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
الرضى التام لا يتحقق دوما لمن يبدع، ولكن بعض النصوص أستعيدها بشغف لأنني كنت قريبة جدا من أبطالها، في الخيال طبعا، ولدي رغبة أن أقبض على العديد من الأرواح الهائمة في ذهني في أعمال قادمة، أنا سعيدة بمرافقة بعض الشخصيات الآن.


لو قيّض لك البدء من جديد، فأي مسار كنت ستختارين؟
كنت سأختار نفس اللعنة، الأدب طبعا. فأنا مغرمة منذ طفولتي الأولى بالقصص، وأتصور أن الإبداع هو العزاء الوحيد في هذا العالم الذي يضيق بساكنيه.


ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
أن يفكر بأنانية في الحد من هذا الحضور الطاغي للهواتف ومشتقاتها لأنها أتلفت العواطف الإنسانية وجعلتها تلهث وراء سراب العلاقات العدمية، وأن ينظر إلى الموت كمصير ينتظرنا جميعا، فلماذا يستعجله بالنسبة للآخرين!


شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
فرويد من أغرب الشخصيات على الإطلاق في تاريخ التحليل النفسي، بحيث يعجز التحليل النفسي أن يصوغ صورة واضحة عن عوالمه المعقدة، وفي الوقت الذي يقرّ المحللون النفسانيون بأفول نظرياته، يصبح من أهم الشخصيات الروائية التي تلهم كتّاب هذا القرن.


صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
الأصدقاء المقربون على بالي دوماً، والكتب التي أعود إليها تختلف من مرحلة إلى أخرى، أتصور الآن أن كتاب "الجنس والفزع" لـ باسكال كينيار يستهويني لأنه يجعلني أفكر في أشياء قريبة مني بطريقة لم تخطر على بالي.


ماذا تقرئين الآن؟
كتاب "الحياة السرية" لسلفادور دالي، أتصوّر أنها من أغرب الحيوات على الإطلاق. شخصية ملهِمة في الإبداع لأنها تتصور العالم يمشي بالمقلوب وكأن العالم المرئي ليس هو الحقيقة.


ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
كيت جاريت من الفنانين الغريبين جدا، يعزف على البيانو بايقاع عنيف، وهي موسيقى تأخذك الى ذاتك وتجعلك تحلم وتصخب وتصرخ ثم تهدأ وتعاود الإحساس بكل ذلك من جديد.


بطاقة: كاتبة وأكاديمية مغربية من مواليد الدار البيضاء عام 1965، وأستاذة في شعبة اللغة العربية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء. صدر لها في القصة القصيرة: "رغبة فقط" (2003)، "ضفائر" (2006)، "أخاف من" (2010)، "عناق" (2012). إلى جانب مجموعة قصصية مشتركة مع القاص الاسباني نافارو، صدرت سنة 2009. كما أصدرت كتاباً نقدياً بعنوان "سيرهن الذاتية/ الجنس الملتبس"(2013)، و"محكيات نسائية/ لها طعم النارنج" (2014). الزنان، منشورات ألفار، اسبانيا. وهي كاتبة زاوية ثابتة في مجلة "نساء من المغرب".

دلالات

المساهمون