كأن يكون اسمك جولييت

كأن يكون اسمك جولييت

12 فبراير 2015
"تكحيل 2"، سامية حلبي / فلسطين
+ الخط -
في الطريق إلى الـمدينة

جئنا الـمدينة
بنوايا الذين لـم يبرحوا الريف.

نساؤنا خلفنا
يشتمنَ حماقات أزواجهن
متوجسات
من نساء الـمدينةِ اللواتي
يدلقنَ زينتهنَ على الذاهبين والغادين.

أولادُنا
كالمواشي بلا حوافر
يتخبّطونَ في الوحل.

أيامُنا
على الأكتافْ
مثل أموات بلا قبور.

مزدحمينَ بالفرجةِ
نبني أوهاماً صنعتها ليالي الجوع

وما لنا من مجير.


الميت

وصلتُ متأخراً:
بعد أن قدَّتْ النساءُ جيوبهن
ولملمتْ ملائكةُ الموت أشياءه الصغيرة
وألغتْ مواعيده المؤجلة
وأرسلتْ رسائل نصية قصيرة
من موبايلات إلهية
إلى من يهمه الأمر.

الوحيدةُ
بنت الجيران
تشدُّ على بطنها
في طرفِ الغرفة.

حسرة عالية
تسيل من نظراتها الطائشة إلى سقف البيت.


مصادفات

كأن يكون اسمك جولييت مثلاً،
وتقترحينَ بفرحٍ أن نذهبَ إلى النهر
وأن لا يكون هناك نهر.

ثم تقترحين أن نمضي الليل سوية
وأنتبه أن الساعة العاشرة صباحاً

وأن تتحدثي عن شهوة القلم السائل
وأنت تفتحين اللاب توب.

كل ذلك سيظلّ يحدث
إلى ما لا نهاية،

لأن اسمك صادف أن يكون جوليت.


إشارة مرور

منذ 46 سنة أمرُّ قرب إشارة المرور:
لم أعبر مرة واحدة عند اللون الأخضر
ولم أتوقف ولا مرة عند اللون الأحمر
منذ 46 سنة
وأنا أمرّ 
عند إشارة اللون البرتقالي.


الشعراء

لا حكمة في الشعر
كل ما في الأمر:
أننا لم نجد ما نفعله حين كنا صغاراً
ولم تعجبنا كرة القدم كثيراً
ولا الصور المتحركة
ولا أعياد الميلاد
ولا زيارة الخالات
ولا التسوق
ولا شهادات المدرسة نهاية كل عام
ولا الكراسي الوثيرة
ولا الشمس
(نحن نميل أكثر الى الكآبة)
ولا التواضع ولا الغرور
وأشياء أخرى كثيرة
كل ما في الأمر
أننا لم نكن نعرف سبباً لذلك.


زمن

كلما صادفتكِ
تعيدينَ الأبيض والأسود للصور الملونة
أشدّ آخر اليوم من ذيله

تصهلُ الذكريات
مثلَ فرسٍ طموح.

لا لجامَ في يدي
ولا الألوان في يدك.


أصل العالم

أنا لا أعرف
وأنتِ تجهلين.

ذهبنا كي نرى

كنتُ أبحثُ عن أصلِ العالم
لما انقضَّ آباؤنا مثل نسورٍ مفجوعة.

لم يكن الكلامُ مكتملاً في فمي،
ولا تشكّلتْ حروفُ العلةِ على لسانك.

ولم يكن في الحي أحدٌ يعرف غوستاف كوربيه.

وحتى الآن
كلّما رأيتُ أصل العالم
أحبّ لو أشكركِ.


* قصائد مختارة من مجموعة "أندم كل مرة"

دلالات

المساهمون