غيرنيكا يوم واحد

غيرنيكا يوم واحد

16 مارس 2016
أسامة دياب / فلسطين - سورية
+ الخط -

سنة 1937 رسم بيكاسو واحدة من أهم لوحاته، جدارية "لا غيرنيكا"، التي يشير اسمها إلى قرية في إقليم الباسك تعرضت لعمليات قصف يوم 26 من نيسان/ أبريل 1937، قام بها الطيران الإيطالي ووحدة الكوندور الألمانية المساندان لـ"جبهة القوميين" الإسبان خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).

رغم كل القراءات الممكنة للوحة بيكاسو فهي تصور يوماً واحداً من القصف الألماني الإيطالي قتل على إثره 126 إنساناً وكان الهدف منه ترويع باقي مناطق الإقليم. أما في الحالة السورية فهو انتقام من مدن خرجت تطالب بالحرية والكرامة.

خمس سنوات مرت على انطلاق الثورة الشعبية في سورية قبل أن يتدخل القاصي والداني ويفرض شروطه على الأرض بقوة السلاح. لا توجد برأينا لوحة باستطاعتها رسم مأساة مدينة حلب وحدها، على سبيل المثال، وما حل بها من دمار وقد بلغ عدد قتلاها قرابة ثلاثين ألفاً كما تشير تقديرات.

126 قتيلاً في الـ غيرنيكا كانت كافية لتمسّ ضمير العالم. أما الغيرنيكات السورية التي تساقطت فوقها براميل النظام وصواريخ أصدقائه الروس، وابتليت بـ"أعدقائه" الداعشيين، فإنها في ما يبدو عاجزة عن تحريكه.

تعود في الأخير للوحة بيكاسو فتجدها مجسدة الحالة السورية وكأن صاحبها رسم قبل ثمانية عقود مأساة سورية وتمسّك شعبها بحريته.


اقرأ أيضاً: أسامة دياب.. وجهة بصرية مضادّة

المساهمون