"أفراحٌ صغيرة" في قاعات السينما المغربية

"أفراحٌ صغيرة" في قاعات السينما المغربية

30 مارس 2016
(من الفيلم)
+ الخط -

مع توالي إغلاق القاعات السينمائية في مختلف المدن المغربية، وأفول نجمها، رغم الإنتاج السينمائي الكبير مقارنةً بكثير من البلدان العربية، بات عرض فيلم سينمائي، محلّي خصوصاً، يشكّل حدثاً يستقطب جمهوراً عريضاً.

ويبدو أن حالة الكآبة التي تعيشها القاعات ستتبدّد مؤقّتاً، ابتداءً من السادس من نيسان/ أبريل المقبل؛ حين تبدأ سلسلة عروض الفيلم السينمائي المغربي "أفراح صغيرة" (85 د) لـ محمد الشريف الطريبق في عدد من المدن.

سيُعرض العمل في ثماني قاعات سينمائية؛ هي: "أفينيدا" في تطوان، و"الملكي" في الرباط، و"ريالتو ولانكس" في البيضاء، و"كوليزي" في مرّاكش، وقاعات "ميغاراما" في الدار البيضاء ومرّاكش وفاس، إضافةً إلى "سينما ميغاراما" في طنجة، التي ستفتتح في الأيام المقبلة.

وقبل هذه الجولة، احتضن "المركب السينمائي ميغاراما" في الدار البيضاء عرضاً خاصّاً بالفيلم مساء أمس الثلاثاء.

في "أفراح صغيرة"، وهو عمله الروائي الثاني بعد "زمن الرفاق" (2008)، يعود الطريبق (1971) إلى مغرب الخمسينيات، حيث يدخل إلى عوالم النساء المغربيات وفضاءاتها المغلقة؛ لينقل مشاهد وقصصاً من حياتهن.

يروي العمل قصّة نفيسة، وهي فتاة في الـ 17 من عمرها، تضطرّ، بعد رحيل أبيها، إلى مرافقة أمّها للإقامة عند إحدى سيّدات المجتمع التطواني، وهي مغنية جوق موسيقي نسوي. هناك تنشأ علاقة مثلية بينها وبين فطّومة، حفيدة صاحبة المنزل. لكن العلاقة سرعان ما تتوتّر حين تكتشف الثانية أن الأولى تُخفي عنها خطوبتها.

من خلال قصّة نفيسة وفطّومة، يتغلغل الفيلم في أعماق المجتمع النسوي المحافظ في تطوان، ويطلّ على بعض أسراره؛ حيثُ تنجح النسوة في خلق أفراح متعدّدة وأجواء غنية بالعطاء والتواصل وتبادل الخبرات بينهن. ويبدو أن الطريبق اختار فترة الخمسينيات لأنها كانت حبلى بالتغيّرات التي مسّت المجتمع المغربي بفعل الاستقلال.

يوظّف المخرج، طيلة الفيلم، أغاني الجوق الموسيقي النسائي التي ترافق حالاته الإنسانية، كما يُبرز، من جهة أخرى، عناصر من التاريخ والهوية المغربيين؛ من خلال أزياء المدينة وتقاليدها ولهجتها. هكذا، وإضافةً إلى قصّته، يقدّم الفيلم وثيقةً سمعية وبصرية عن الثقافة والتراث المغربيين.

في تصريح له على هامش العرض أمس، قال الطريبق إن الفيلم "يحتفل بجزء من الثقافة المغربية"، مضيفاً أن "همّه الأكبر يتمثل في إمتاع الجمهور والتعريف بجزء من ثقافته وهويته المغربية".

وعن موضوع العمل، قال: "أردتُ أن أصوّر كيف تتأقلم المرأة المحاصَرة في فضاء مغلق مع الوضع المفروض عليها، وكيف تجمّله لدرجة نجد النساء يعشن الفرح والبهجة في ذروة انغلاقهن، فتقلبن معطيات الواقع لصالحهن".

يجتمع في الفيلم عدد من الممثّلات المغربيات الشابات، منهن فرح الفاسي، وفاما الفراح، وأنيسة العناية، ومهى داوود، وسناء الركراكي، وفاطنة الخمّاري. وقد سبق للعمل، الذي استغرق إنجازه قرابة أربع سنوات، الفوز بجائزتي السيناريو والأندية السينمائية في "المهرجان الوطني للفيلم بطنجة"، وجائزة الجمهور في "المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسّط" في تطوان.

يُذكر أن الطريبق من مواليد مدينة العرائش في تطوان التي درس في جامعتها وصوّر فيها أغلب أعماله، معتمداً على ممثّلين محليّين "حفاظاً على لهجة المنطقة"، كما يؤكّد. درس السينما في "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية"، ثم "المعهد الأوروبي لمهن الصوت والصورة" في باريس، وأخرج شريطه القصير الأول "نسيمة" عام 1998، ثم أخرج مجموعة من الأفلام القصيرة والتلفزيونية؛ من بينها: "بلكون أتلنتيكو"، و"ثلاثون سنة"، و"تسقط الخيل تباعاً"، و"ثمن الرحيل"، و"باب المدينة".

دلالات

المساهمون