"تبيّن" 16: خيط ثقافي ناظم
رغم أن الحديث عن دراسات ثقافية يعتبر مستجداً تاريخياً إلا أن تحت هذا العنوان يمكننا وضع معظم الأبحاث التي يجري إنجازها في ميادين العلوم الإنسانية والأدب والفكر. لعل مثل هذا المشهد هو ما تطمح إليه مجلة "تبيّن" التي ظهر مؤخراً عددها السادس عشر.
المجلة المُحكّمة التي يُصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" تضمّنت دراسات متنوعة بين مختلف المجالات، إذ نقرأ في أوّل اقسام العدد "دراسات وأبحاث"، مقالاً لإدريس الخضراوي حول جرجي زيدان وفن الرواية العربية، فيما تناولت سامية بن عكوش العلاقات المفاهيمية بين إدوارد سعيد وجاك دريدا في دراسة تحت عنوان "البنيوية والتفكيك: النص والعالم وسياسة المعنى"، فيما كتب محمد الهادي عمري دراسة بعنوان "الأنطولوجيا النقدية للحاضر الإمبراطوري في فكر مايكل هاردت وأنطونيو نيغري"، وتناول موسى معيرش "مشكلات القيم في فلسفة أوغسطين".
كما نقرأ في نفس العدد ترجمة لنص في اللسانيات لجون هايوود بعنوان "القاموسية الثنائية بالعربية" وقد نقله عن الإنجليزية حافظ إسماعيلي العلوي.
أمّا في قسم "مناقشات ومراجعات"، فيقدّم محمد الإدريسي قراءة لكتاب وصل للعربية حديثاً للفيلسوف الفرنسي بليز باسكال بعنوان "خواطر: سمات في الفكر والأسلوب والخلقيات والمعتقد"، فيما راجع المفكر المغربي محمد سبيلا كتاب مشير عون "هايدغر والفكر العربي"، وقدّم أنطوان سيف قراءة لكتاب جماعي صدر حديثاً عن "المركز العربي"، حول عبد العزيز الحبابي.
كما تضمّن العدد جزءاً جديداً من سلسلة قراءات وجيه كوثراني في مشروع عزمي بشارة الذي صدر منه إلى الآن جزءان، ويحمل عنوان "الدين والعلمانية في سياق تاريخي"، حيث يتناول هذه المرة المجلد الثاني من الجزء الثاني من الكتاب.
