ثلاث قصص "بتوقيت القاهرة"

ثلاث قصص "بتوقيت القاهرة"

08 فبراير 2015
لقطة من الفيلم
+ الخط -

عبر ثلاث قصص، يسعى فيلم أمير رمسيس (1979) "بتوقيت القاهرة" إلى وضع مشاهده في صميم شخصياته التي تحمل كل منها مشكلتها الخاصة مع محيطها، مع الماضي والحاضر، محاولةً حلّها عبر الهرب مما يريد المجتمع، إلى ما تسعى إليه من متطلبات ذاتية لا يستطيع غيرها إدراكها.

حكايات الشريط تبدأ مع يحيى شكري (نور الشريف)، العجوز المصاب بالزهايمر، المتعلق ببعض ماضيه، عبر ساعة زوجته التي لا يتركها، وصورة المرأة التي لا يعرفها لكنه يشعر نحوها بعاطفة تدفعه إلى البحث عنها، متخلصاً من واقعه المتمثل بابن عاق، وابنة لا تملك له سوى الدموع والصبر. هكذا إلى أن يلتقي بتاجر الممنوعات "حشيش"، الذي يقلّه إلى القاهرة بحثاً عن ماضيه الضائع.

في نفس التوقيت، تظهر الممثلة ليلى سماح (ميرفت أمين)، الراغبة بالزواج، والتي تتعارض رغبتها مع الفتوى الشرعية القائلة بأن أيّ زواج يقع في التمثيل هو حقيقي، ما يدفعها للذهاب إلى زميلها الممثل سامح كمال (سمير صبري) ليطلقها، الأمر الذي يرفض أن ينصاع إليه معتبراً إياه تخريفاً.

أما الحكاية الثالثة فتدور في شقة صديق وائل (كريم قاسم)، التي استعارها منه ليختلي فيها بحبيبته سلمى (أيتن عامر)، اللذين لم يستطيعا الزواج رغم مرور ثلاثة أعوام على علاقتهما.

كل هذه الأحداث تدور في توقيت واحد، إلا أنها لا تشكل فيما بينها أي رابط يثير المتابع، باستثناء ما يمكن أن نعده ربطاً لا يمكن توظيفه في الجو العام للشريط، حول كون سلمى هي ابنة ليلى سماح، أو الصدفة التي تجمع يحيى مع ليلى في منزل سامح.

يظهر واضحاً العجز في حوارات الشريط التي افتقدت للتشويق، والقائمة على نصّ غير ناضج تماماً، ما أفقد كثيراً من أحداث الفيلم إمكانيتها على جذب المشاهد إلى الحكايات وعوالم شخوصها. ويمكن القول إن شخصية يحيى شكري (نور الشريف) كانت الوحيدة التي تسنى لها تقديم نفسها بصورة شبه متكاملة أمام المشاهد، عبر تفاصيل دقيقة وُظّفت لإظهار ملامحها.

تقنياً، عانى الفيلم من تفكك قصصي أجهد الكاميرا، التي ظهرت تائهة بين ثلاث قصص لا أرضية مشتركة لها، فكان التنقل المشهدي غير الممهد بينها، والقطع غير المنطقي في بعض اللقطات، فضلاً عن البداية والنهاية المفاجئة في أحداث الشريط على نحو غير مريح للمشاهد.

وعلى أي حال، يبدو أن الفيلم احتاج جهداً أكبر من مخرج "يهود مصر"، خصوصاً في ما يخص الاشتغال على جدل قصصه الثلاث وعلى إدارة الممثلين، سيما الشباب منهم، الذين ظهر أداؤهم أقرب إلى التلفزيون منه إلى السينما.

المساهمون