الكزماوي فقد كلّ شيء في معارك عين الحلوة

الكزماوي فقد كلّ شيء في معارك عين الحلوة

01 أكتوبر 2017
هي نكبة فلسطينية أخرى (العربي الجديد)
+ الخط -
انتهت معارك مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان، قبل أسابيع، لكنّ سكان حي الطيري لا يتوقعون أن يستمر الهدوء طويلاً. أدت تلك المعارك إلى تدمير نحو خمسمائة منزل وثلاثين محلاً تجارياً، في منطقة الاشتباكات التي كان ضحيتها سكان ذلك الحي بالذات.

أحد هؤلاء حسن أحمد، الملقب بالكزماوي، فلسطيني من بلدة إجزم في قضاء حيفا. عاش كلّ حياته بعيدًا عن بلدته، في مخيم عين الحلوة، وعاصر كلّ الحروب التي توالت على المخيم، لكنّها على مرارتها كان العدو الصهيوني يرتكبها، فيقول: "تغيرت الحال، وصار العدو من الداخل". يتابع حسن: "هذا المخيم حنون علينا، فقد آوانا بعد لجوئنا من فلسطين، عشنا فيه أيامنا كلّها بحلوها ومرّها، لكنّنا اليوم لم نعد نملك الحلو ولا المرّ حتى، لذلك أطلب من قيادتنا بعد توقف المعارك التي حصلت في حي الطيرة، وكنت أحد ضحاياها، إذ خسرت بيتي ومحلّي الذي كنت أعتاش منه، أن تعيد البناء، وتعيد الحياة إلى الشارع الفوقاني والسوق، فنحن لسنا حقل تجارب، وأطلب منها أيضاً أن تعيد بناء أحياء الراس الأحمر، والصفصاف، وحي طيطبا، وحي عقبرة، وحي الطيرة، لأنّ من يعيشون في هذه الأحياء فقراء معدمون".

يضيف: "محلّي كان لبيع الأحذية، وقد خسرته في المعركة الأولى (إبريل/نيسان الماضي)، وبعد انتهائها بحثت عن مصدر رزق لأعتاش منه، فبدأت في بيع البطيخ، الذي خسرته في المعركة الثانية (أغسطس/آب الماضي) وبات وضعي سيئاً جداً. المخيم الذي كان يعج بالناس صار خراباً، ومات السوق، فحتى عندما حلّ العيد مرّ مرور الكرام".

يقول الكزماوي: "لا أحد يسمع استغاثتنا ومطالبنا في إعادة بناء وترميم بيوتنا، الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) أجرت إحصاء، وكذلك الصليب الأحمر، لكن لا شيء حتى الآن أكثر من 200 دولار أميركي كتعويض وُزع على البعض وليس الجميع، علماً أنّ كثيرين خرجوا من بيوتهم من دون مال ولا ثياب. راجعنا المسؤولين في هذا التعويض الضئيل فأخبرونا بأن لا ذنب لهم في التوزيع الذي جرى بحسب كشوفات قدمت لهم".

يعلق الكزماوي: "ذكرني المشهد بيوم هُجّر الفلسطينيون من وطنهم، لكنّ الفارق أنّ أعداءنا كنّا نعرفهم، اليوم هم منّا وفينا. فقدت كلّ شيء، محلّي، وعملي، ومنزلي، وبعد كلّ هذه الخسارة وأنا في سنّي المتقدم يبدو مستحيلاً البدء من جديد. هي نكبة فلسطينية أخرى على كلّ أبناء المخيم".

المساهمون