هادي... طفل لاجئ يكره الاقتتال الفلسطيني

هادي... طفل لاجئ يكره الاقتتال الفلسطيني

29 مارس 2017
"أحبّ أن أعيش بأمان" (العربي الجديد)
+ الخط -
ما زالت الاشتباكات تندلع في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوب لبنان) لتروّع سكّانه، لا سيّما الأطفال منهم. ما إن ينتهي اشتباك وقد سالت الدماء وحلّ الدمار، حتى يبدأ آخر.

هادي محمد العلي، طفل فلسطيني لاجئ في العاشرة من عمره، من هؤلاء الأطفال الذين يعانون من تلك الاشتباكات. هو في الصف الرابع أساسي في مدرسة حطين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيّم عين الحلوة. هكذا يعرّف عن نفسه، قبل أن يقول: "أكره الاقتتال بين الفلسطينيين". يضيف كما قد يفعل شاب بالغ: "فليوجّهوا بنادقهم نحو العدو الإسرائيلي الذي يغتصب فلسطين ويسلبنا حقنا فيها". وعيه أكبر من سنواته العشر، وقد يعود الأمر إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه.

ويتابع هادي: "أنا أكره الرصاص وأصوات القنابل وأكره الدم. أحبّ أن أعيش بأمان. أحب أن أتعلم وأذهب إلى المدرسة. لكنّ ما يحصل في المخيّم يجعلني أفكر كيف أهرب أنا ورفاقي من المدرسة لحظة اشتعال النيران. صرنا نخاف الذهاب إليها لأنّنا لا نعلم متى يقع اشتباك".

قبل أيام، كان اشتباك في المخيّم. يخبر هادي: "هذه المرة، لم أكن في المدرسة حين بدأ الاشتباك. لكنّ تلاميذ مدرسة بيسان كانوا فيها. كان الاشتباك كبيراً، وصار الرصاص يتطاير حتى وصل إلى المدرسة ومرّ فوق رؤوس التلاميذ، فراحوا يركضون في الشارع، من دون أن يعرفوا أيّ زاروبة (زقاق) يسلكون". يكمل: "ونظراً إلى حدّة الاشتباك، هربت مع أمي وأختي إلى مخيّم البداوي (للاجئين الفلسطينيين) في طرابلس. لجأنا إلى بيت جدي لأمي، لأنّ أبي صمم على أن نخرج من المخيم قبل أن تتفاقم الأوضاع". ويشير الصغير إلى أنّه كان مشغول البال على والده، "كنت خائفاً من أن يصيبه أيّ مكروه. فالاشتباك تأزّم أكثر، وصارت تستخدم فيه شتى أنواع الأسلحة. وقد أصيب طفل برصاصة، وحرقت سيارة جارتنا. وأصيبت محال كثيرة وأغلق السوق".

هادي كسواه من الأطفال اللاجئين، من حقّه أن يعيش بأمان، وأن يتعلّم، وأن يكون له وطن، وأن يتمتّع بصحة جيدة، وأن تكون البيئة نظيفة، وألا يتعرّض للمخاطر. يقول: "لكنّنا نحن أطفال مخيّم عين الحلوة، لا نتمتّع بتلك الحقوق". يُذكر أنّ هادي يحبّ الرسم، ويرغب في أن يقصد الجامعة ويتخصّص مهندساً معمارياً. فهو يريد العودة إلى فلسطين، ليعيد بناء بيته الذي "سرقه العدوّ الصهيوني من عائلة أبي".

المساهمون