مصر.. تدني نسب نجاح الثانوية الأزهرية وتجديد الخطاب الديني

مصر.. تدني نسب نجاح الثانوية الأزهرية وتجديد الخطاب الديني

15 يوليو 2015
مشيخة الأزهر في مصر (GETTY)
+ الخط -

شكك تربويون في الفروق الشاسعة بين نتيجتي الثانوية العامة، والثانوية الأزهرية، للعام الحالي 2014/ 2015، مشيرين إلى توجه حكومي لتقليل أعداد الطلاب الذين يلتحقون بالتعليم الديني "الأزهري"، وفق ما يتماشى مع تجديد الخطاب الديني الذي يتبناه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال الباحث في شؤون التعليم، محمد نعمان المصري، لـ"العربي الجديد": "شيخ الأزهر أحمد الطيب اعتمد نتيجة الثانوية الأزهرية، من دون رفع نسبة نجاحها عن 28.1 في المائة، وهي أقل نسبة نجاح في تاريخ التعليم العام والأزهري، قبل يوم واحد من تطبيق لجان الرأفة والقواعد الامتحانية لطلاب الثانوية العامة، والذين بلغت نسبة نجاحهم 80 في المائة".

وبلغ عدد الطلاب الذين تقدموا لأداء امتحانات الثانوية الأزهرية، هذا العام 121 ألفاً و722 طالباً، ووصل عدد الناجحين إلى 33 ألفاً و796 طالباً، بينما رسب 58 ألفاً و976، يؤدون امتحانات الدور الثاني.

فيما اتهم موجه بالتعليم الأزهري في محافظة الشرقية، رفض الكشف عن اسمه، شيخ الأزهر بأنه وراء انخفاض نسبة النجاح بالثانوية الأزهرية، مديناً إصرار شيخ الأزهر على خفض نسب النجاح إلى الحد الأدنى، بدعوى مواجهة ظاهرة الغش وتسريب الأسئلة.

وقال: "النسبة الحقيقة للنتائج كانت ستصل إلى 57 في المائة، في حال موافقة شيخ الأزهر على تطبيق الضوابط القانونية للجان الممتحنين، والتي تقضي بجبر كسور الدرجات، ورفع نسب النجاح بالمواد التي يحتاج الطالب فيها لدرجة أو درجتين، والتي طبقت في امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية وغيرها من الشهادات العامة".

فيما كشفت رئيسة كنترول امتحانات بمحافظة الجيزة، عن سبب رفض تطبيق قواعد لجان الممتحنين، المعروفة بـ"لجان الرأفة" التي ينص عليها القانون لتصويب أخطاء مصححي المواد، لوجود رغبة سياسية لدى شيخ الأزهر بتصدير صورة ذهنية لأولياء الأمور حول صعوبة التعليم الأزهري، لتقليص أعداد الراغبين في الالتحاق بالمعاهد الأزهرية.

اقرأ أيضاً:مصر:"ثورة الثانوية العامة والأزهرية" احتجاجاً على فشل تأمين الامتحانات

ويواجه التعليم الأزهري، بهجوم من وسائل الإعلام والسياسيين، لدرجة وصفه بتفريخ الإرهاب والتطرف، إذ هاجم وزير الثقافة السابق، جابر عصفور، التعليم الأزهري قائلاً: "المناهج والكتب الدراسية في الأزهر تحوي كوارث يجب إصلاحها فوراً".

وأضاف عصفور، خلال حوار مع الإعلامي يوسف الحسيني، مؤخراً، في فضائية "أون تي في": "هذه المناهج موجودة منذ سنوات بعيدة، وسببت دماراً في عقول كثير من الشباب، وإعلان الأزهر مراجعة هذه المناهج خطوة جيدة، وتحتاج للتنفيذ في أسرع وقت".

من جانبه، قال عضو "حركة أئمة بلا حدود"، الدكتور حسن عبد البصير: "بعد اتفاقية كامب ديفيد 1979 تمت تنحية الأزهر جانباً عن دوره في إصلاح المجتمع، وامتطاؤه واستخدامه سياسياً، بما يتوافق مع عقلية النظام الحاكم، وتغيرت مناهج التربية في مصر، خاصة مواد التاريخ والقراءة، وحذفت كل النصوص التي تتعلق بالحروب مع إسرائيل، وعندما تسلم أحمد فتحي سرور، وهو قانوني تعلم في فرنسا، حقيبة التعليم في مصر قام بقفزة واسعة في تصفية المناهج وفقاً للمطالب الصهيوأميركية" على حد قوله.

ويواصل النظام الحاكم في مصر دعواته الخاصة إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني، من دون تحديد الأهداف التي يسعى النظام إليها من وراء ذلك، بالإضافة إلى مساعي وزارة الأوقاف والأزهر لتقليص دور الدعاة والخطباء، وتعميم خطب الجمعة الموحّدة، ومعاقبة من يغرد خارج السرب من العلماء والدعاة بوقفه عن الخطابة أو العمل بمساجد الأوقاف، كما تم مع الشيخ محمد جبريل والشيخ أحمد المعصراوي والشيخ أحمد عامر، بسبب دعائهم على الظالمين في الصلوات أو عبر تغريدات على شبكات التواصل الاجتماعي.

المساهمون