الإهمال الطبي يهدّد معتقلي مصر

الإهمال الطبي يهدّد معتقلي مصر

27 نوفمبر 2016
المعتقلون تعرّضوا للتعذيب الممنهج (العربي الجديد)
+ الخط -
كشفت أسرة المعتقل السياسي المصري، مسعد قطب (58 عاماً)، عن إصابته بذبحة صدرية، بسبب تعنت إدارة مستشفى الليمان في إجراء جراحة لتركيب "قسطرة طبية".

وقالت ابنة المعتقل، هند مسعد، لـ"العربي الجديد"، "تم اعتقال والدي في 12 سبتمبر/ أيلول 2013، لمدة عام، ثم خرج على ذمّة قضية، ثم اعتقل مرة أخرى في 1 يونيو/ حزيران 2015، وما زال في سجن "العقرب"، وتم تلفيق عدد من القضايا له.

وأضافت "أصيب بذبحة صدرية واستمر في الزنزانة منذ أول أمس، أي ما يقرب من ثلاثة أيام وحالته حرجة جداً، ونتيجة الإهمال المتعمد، وبعد عدة محاولات من المعتقلين تم نقله لمستشفى "الليمان".

وتابعت "نتيجة لسوء حالته الصحية، أصيب الجانب الأيسر بتوقف تام عن الحركة"، مشيرة إلى أنه يجلس على كرسي متحرك، ينتظر إجراء عملية "قسطرة ودعامات"، وحذّرت من توجه إدارة المستشفى لترحيله إلى سجن "العقرب" مرة ثانية.

وفي سياق المخاطر المتفاقمة التي تهدد حياة المعتقلين، يواجه المعتقل ياسر نبوي بإدارة "سجن ترحيلات شبين الكوم" بالمنوفية، خطر بتر قدمه اليسرى إثر انتشار الصديد بها ووصوله للعظام نتيجة التعذيب الشديد، ومنع العلاج عنه.


ووفق مركز "الشهاب لحقوق الإنسان" يبلغ المعتقل ياسر نبوي (45 عاماً)، ويشتغل بالأعمال الحُرة، ويُقيم بمنطقة عرب الرمل ـ قويسنا محافظة المنوفية، ويواجه الإهمال الطبي بمقر احتجازه بسجن "ترحيلات شبين الكوم"، ونتيجة لإخفائه قسريا وشدة تعذيبه ساءت حالته الصحية، مما أدى إلى انتشار الصديد بقدمه، وتعرضه لحالات نوبات سكر متكررة.

فيما تقدّمت أسرة المعتقل بطلبات لإدارة السجن لنقله للعلاج، إلا أن الإدارة تعنتت ورفضت خروجه من السجن للعلاج مما يعرض حياته للخطر.

الإهمال الطبي يهدد حياة المعتقلين (العربي الجديد)


وكانت قوات الأمن قد اعتقلت "نبوي" من مقر عمله يوم 10/8 /2016، وقامت بإخفائه قسريا لفترة تجاوزت أسبوعين، ثم ظهر بسجن "ترحيلات شبين" في حالة صحية بالغة السوء، ويواجه مصيرا مجهولا ببتر قدمه.

إلى ذلك، واصل معتقلو "سجن الوادي الجديد"، لليوم السابع، الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على أوضاعهم غير الإنسانية داخل السجن.

ويشتكي المعتقلون من التفتيش المتكرر للزنازين، والاعتداء عليهم بالضرب والسب من قبل إدارة السجن، ومصادرة أغراضهم الشخصية، خصوصا الأغطية مع بداية دخول الشتاء، وقلة كميات الطعام المقدم إليهم من إدارة السجن ورداءته، ومنع دخول الكثير من أنواع الطعام في الزيارات، بالإضافة لرفض إدارة السجن نقل أي معتقل لإجراء أي فحوص خارجية، كما تمنع دخول الأوراق والأقلام والكتب الدراسية، وقطع المياه لمدة 19 ساعة في اليوم، وترفض دخول جزء كبير من الزيارات.

وفي نفس السياق، ذكر أهالي عدد من المعتقلين المتغربين من سجن "برج العرب" إلى سجن "وادي النطرون" أن ذويهم يتعرضون لعمليات من التعذيب الممنهج والتنكيل بهم بشكل متصاعد؛ إذ يتم الاعتداء عليهم قبل الزيارة التي لا تستغرق أكثر من 5 دقائق، مؤكدين على تعرضهم للتعذيب بالكهرباء ومنع الطعام من الدخول إليهم، اليوم.

وأضاف ذوو المعتقلين أن رسالتهم كانت تتلخص في كلمتين: "إلحقونا... بيموّتونا".

وكان الآلاف من المعتقلين قد تعرّضوا للإهمال الطبي في السجون المصرية، وفق تقارير حقوقية، ويتعرض نحو 60 ألف معتقل خلال الثلاث سنوات الأخيرة لظروف سيئة تهدد حياتهم، فيما قتل مئات المعتقلين بسبب الإهمال الطبي.