مشاعرنا حيال الغرباء تحددها عوامل ثقافية

مشاعرنا حيال الغرباء تحددها عوامل ثقافية

24 يناير 2017
قد ننجذب لأشخاص دون آخرين (ألكساندر كونر/ فرانس برس)
+ الخط -
تساهم العوامل الثقافيّة في تحديد مشاعرنا حيال الغرباء. أحياناً، نلاحظ أنّنا ننجذب لأشخاص دون آخرين، في وقت ننفر من البعض، علماَ أنّنا لم نكن قد التقيناهم من قبل. ويكمن السرّ في أنّنا نحبّ أولئك الذين يذكروننا بأشياء نحبّها، ونبتعد عن الذين قد يذكروننا بما نمقته. هذا ما تقوله أستاذة علم النفس في جامعة "ستانفورد" الأميركية، جين تساي. وتوضح أنّ الثقافات المختلفة تثمّن تعبيرات الوجه الإيجابية، وهذه الاختلافات تنمو في الدماغ، وتؤثّر في ما قد يحبّه الفرد أو يكرهه. ويستجيب الناس بصورة أكثر إيجابيّة للآخرين الذين يعبّرون عن مشاعر إيجابية بحسب ثقافتهم، ما يفسّر الميل الفوري والرغبة في الاقتراب من بعض الأشخاص، وهذا هو الدور الخفي الذي تلعبه العوامل الثقافية في أدمغتنا.

وأجرت تساي وزملاؤها دراسة شملت 19 طالبة من أوروبا وأميركا، و19 طالبة من الصين تتراوح أعمارهن ما بين 18 و28 عاماً. المشاركات تبادلن النظر إلى وجوه بعضهن البعض، وجرى تصوير أدمغتهن خلال إجراء الاختبار. وتقول أستاذة علم النفس إن البحث يجمع ما بين علم النفس الثقافي وتصوير الجهاز العصبي. لذلك، يستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمعرفة عمق تأثير العوامل الثقافية فيما يفضّله الإنسان. هذا الجمع بين العلمين سمح للباحثين بمعرفة ردود الفعل العصبية خلال لقاء الطالبات.

وتسأل تساي: "هل يمكن للقيم الثقافيّة أن تقود الاستجابات العصبيّة وتفضيلات شخص ما حين يرى مختلف تعابير الوجه الإيجابية"؟ وأطلق الباحثون على ذلك اسم "تأثير المثالية" أو "الحالات العاطفية التي تثمنها الثقافة"، والتي يمكن أن تؤدي إلى الاستجابة السلوكية لمختلف التعبيرات الإيجابية.

استجابت الأوروبيّات والأميركيات للتعابير بصورة مشابهة، خصوصاً الوجوه المتحمّسة والهادئة، فيما أظهرت الصينيّات نشاطاً دماغياً أكبر إذ إنهن استجبن للتعبيرات الهادئة، وقد أظهرت الصور الأمر. هذا الاختلاف في الاستجابة بين الفريقين عكس تقدير الأميركيّين والأوروبيين لإعلاء قيمة الحماسة والإثارة والهدوء، فيما بدا الصينيّون أكثر تقديراً للهدوء وليس الإثارة. وتوضح تساي أنّ الدراسة كشفت أنّ الصينيّين قد يتجنبون الأشخاص الذين يظهرون حماسة أو إثارة أكثر، ويفضّلون من يعبّر عن ثقافتهم الهادئة. تضيف أن هذه الدراسة قد تساعد مستقبلاً في تحديد ما نفضّله لدى الارتباط بشريك الحياة، وتكشف لنا لماذا قد نحبّ شخصاً أو نكرهه، رغم أننا لا نعرفه سابقاً.

دلالات