مغاربة يتزوجون من الخارج

مغاربة يتزوجون من الخارج

26 اغسطس 2016
البعض يفضّل عدم الزواج من مواطنيه(عبد الحق سنّا/فرانس برس)
+ الخط -
كثيرة هي قصص الزواج المختلط في المغرب. وعادة ما يواجه المقبلون على الزواج من شخص أجنبي بعض المشاكل بسبب اختلاف البيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد وغيرها. ينجح البعض في تجاوز هذه التفاصيل، علماً أنها قد تؤدي في أحيان أخرى إلى الطلاق.

يخضع "الزواج المختلط" في المغرب إلى معيار الدين، فيجب أن يكون الزوج الأجنبي مسلماً، أو أن تكون المرأة التي يرغب المغربي في الزواج منها مسلمة أو كتابية، علماً أنّ البعض يعمد إلى تجاوزها أو "التحايل عليها". في بعض الأحيان، يختار الأزواج إعلان اعتناقهم الإسلام ظاهرياً، من أجل تسهيل الزواج بحسب القانون المغربي، على أن يمارسوا طقوس ديانتهم الحقيقية، أو يعتنق الزوج الإسلام بعدما يتآلف مع ثقافة المغرب، أي عن قناعة.

وللحصول على إذن بالزواج المختلط، سواء أكان زواج مواطنة مغربية من أجنبي، أو مغربي من أجنبيّة، يجب على المعني بالأمر إعداد ملف كامل ووضعه لدى مصلحة "كتابة الضبط" في قسم قضاء الأسرة، يضم العديد من الوثائق، منها شهادة حسن سلوك، وشهادة تثبت الدخل، ووضع أسرة طالب الزواج المختلط. وفي وقت يبدي كثير ممن يرغبون في الزواج المختلط في المغرب امتعاضهم من كثرة الوثائق والمستندات المطلوبة، والتي تتطلب بعض الوقت لتأمينها، يؤكد المطلعون على القانون أنّ الوثائق تضمن الحد الأدنى من الحقوق للمرأة المغربية التي تتزوج من أجنبي.

فريدة هنيّة، وهي في العقد الثالث من العمر، وأم لثلاثة أطفال، تحكي لـ"العربي الجديد"، عن زواجها من رجل إسباني التقت به صدفة في حفل زفاف أحد أفراد عائلتها في مدينة طنجة المغربية القريبة جغرافياً من إسبانيا. تقول إنّ قرار الزواج لم يكن سهلاً، فقد شهدت علاقتهما مشاكل عدة تتعلق ببعض العادات الاجتماعية والمناسبات الدينية وغيرها. توضح لـ"العربي الجديد"، أنّ مشاكل الاختلاف في العادات والتقاليد ظهرت خلال سنوات الزواج الأولى، على غرار الصوم في رمضان وعيد الأضحى وغيرها. تضيف أنّه مع الوقت، اقتنع زوجها بالكثير من هذه العادات، ولم يعد يعترض عليها.

بدورها، تقول ليلى طريفي، وهي مغربية تزوجت من هولندي أعلن إسلامه مباشرة قبل الزواج كشرط لإتمامه، إنّها في بداية الزواج، واجهت مشاكل في التواصل مع زوجها وأسرته، لافتة إلى أنّ الحوار كان الحل، لتستمرّ حياتهما الزوجية أكثر من عشر سنوات.

وتعدّ تجربة رجل الأعمال المغربي سعيد الحريري ناجحة أيضاً. فقد تزوج من مواطنة بلجيكية خلال دراسته في بروكسل، واللافت أنه لم يواجه أي مشاكل في زواجه، على حد قوله. يضيف أنه كان لزوجته الفضل في تطوير مهنته وعمله.

في المقابل، كانت هناك تجارب فاشلة، منها قصة البطل الأولمبي السابق خالد سكاح الذي تطلّق من زوجته النرويجية سيسيليا هوبستوك، بعد خلاف شخصي تحول إلى قضية رأي عام في النرويج والمغرب.

وكان سكاح قد وصل إلى النرويج في ثمانينيات القرن الماضي، وحصل على جنسيتها في بداية التسعينيات، بعدما تزوج من فتاة نرويجية تعرف عليها في نادٍ محلي لألعاب القوى، ورزقا بطفلين. في وقت لاحق، حصلت بينهما مشاكل بسبب اختلاف العادات والتقاليد، وفق ما ذكر في التقارير الصحافية. وفي النهاية، اتهمت الزوجة سكاح بخطف ابنيه عندما عاد بهما إلى المغرب، فبات بذلك، ملاحقاً من السلطات النرويجية.

في نهاية المطاف ألقت السلطات الأمنية الفرنسية قبل 3 سنوات القبض على سكاح عندما سافر إلى فرنسا، استناداً إلى مذكرة بحث دولية. لكن بعد أسابيع قليلة أفرج عنه بشكل نهائي، بعد حصوله على حكم بالبراءة في إطار القضية المرفوعة ضده من طليقته، ليعود بعد ذلك إلى وطنه، ويستمر في خوض المعارك القضائية ضدها.

تستند قصص أخرى من الزواج المختلط إلى المصلحة الشخصية، فكثيراً ما يلجأ شبان مغاربة إلى الزواج بأجنبيات، فقط من أجل الهجرة إلى بلدانهن. يقول مراد (اسم مستعار)، لـ"العربي الجديد"، إنّه تعرّف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالفرنسية المطلّقة ناتالي، وهي تكبره بأكثر من 20 عاماً. جاءت إلى المغرب وتزوجا وفق الأصول المتبعة. وسافر معها لاحقاً إلى فرنسا حيث حصل على أوراق الإقامة، وعمل في أحد المطاعم. يقول إنّهما عاشا معاً تحت سقف واحد مثل جميع الأزواج، مشيراً إلى أنه تفاجأ بحملها منه. لكنّه أجبرها على الإجهاض، ليقرر بعد حصوله على الإقامة، الابتعاد عنها، ودفع المبلغ المالي الذي اتفق معها في البداية عليه.

المساهمون