اعتداءات على باكستانيين وسوري في كولونيا الألمانية

اعتداءات على باكستانيين وسوري في كولونيا الألمانية

11 يناير 2016
التظاهرة التي أعقبت الاعتداءات ليلة رأس السنة(فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


أعلن وزير العدل الألماني، هَيكو ماس، أنه "لا بد من أن يكون هناك نوع من التحضير للاعتداءات التي جرت في كولونيا ليلة رأس السنة"، وفقا لما نقلته مجلة دير شبيغل بيلد أم سونتاج، الأحد.

واعتبر أن "الاعتداءات كانت منظمة في كولونيا وباقي مناطق جمهورية ألمانيا الاتحادية"، مضيفاً "لا أحد يقول لي بأنه لم يكن هناك تحضير وتوافق على ما جرى". ودعا إلى "سرعة الكشف عن كيفية حدوث تلك الأعمال الدنيئة". ولم يستبعد أن يكون هناك "ترابط بين الاعتداءات في كولونيا، وغيرها من التي وقعت في المدن الأخرى".
وفي السياق، تعرضت مجموعة من الباكستانيين وسوري لهجومين عنيفين شنهما مجهولون الأحد، في وسط كولونيا غرب ألمانيا، على ما أفادت الشرطة الإثنين.

وقامت مجموعة تضم حوالى عشرين شخصا بمهاجمة ستة باكستانيين مساء الأحد، قرب محطة كولونيا للقطارات، ما أدى إلى اصابة باكستانيين بجروح، بحسب الشرطة. وبعد قليل قامت مجموعة من خمسة أشخاص بمهاجمة سوري في الـ39 من العمر، في المنطقة ذاتها مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، وفق المصدر ذاته.

اقرأ أيضاً: الرعب الذي اجتاح نساء ألمانيا

تصريحات ماس تأتي لتزيد من الأجواء المشحونة والسلبية الواضحة والمتسعة بحق اللاجئين واستغلال حركة اليمين المتطرف،  لتلك الأحداث، خصوصا بيغيدا، إذ يصر مثل غيره من السياسيين الألمان الآن على ضرورة "إرجاع طالبي اللجوء الجنائيين إلى بلادهم"، وهي إشارة أخرى ضمن الإشارات التي بدأت تربط بشكل واسع بين طالبي اللجوء، وتلك الأفعال، وهو ما كانت قد دعت عمدة كولونيا إلى الابتعاد عنه.

تأثيرات ما جرى في كولونيا باتت تضغط الآن حتى على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتغيير ما يسميه المنتقدون "سياسة الأبواب المفتوحة". ويعبّر كثير من اللاجئين ومنظمات مساعدة اللاجئين في ألمانيا والدول المجاورة عن مخاوفهم من تأثير تلك التصريحات والاقتباسات، التي تجري عن تقارير شرطية، تضع الجميع في سلة واحدة، ما يؤثر بالفعل على الباحثين عن حق اللجوء والحماية.

وأعلنت شرطة كولونيا، من جهتها، أنها تبحث في 379 قضية، وهو رقم تتناقله وسائل الإعلام المحلية والمجاورة مع إشارات تهول بالفعل مما جرى، باعتباره "الكارثة التي تواجه أوروبا مع تدفق المهاجرين واللاجئين" وفق خطابات اليمين المتشدد الذي وجد في تلك الحادثة ضالته في اقتباس تفاصيل مثيرة حتى لأعصاب من يقيمون في معسكرات اللجوء في دول عدة.

وبحسب وسائل إعلام ألمانية رسمية، فإن نصف تلك القضايا "لها علاقة باعتداءات وتحرشات جنسية، بينما الأخرى تتعلق بالعنف والنشل والسطو على مقتنيات شخصية للمحتفلين".

وكانت المستشارة ميركل قد أرسلت إشارات يوم السبت خلال لقاء في ميانز مع أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي عن أن تشديدات وحزماً أكبر في تنفيذ القوانين، ستطاول حتى الذين يحكمون أحكاما غير نافذة (مع وقف التنفيذ، أو المشروطة)، معتبرة بأن تلك التشديدات هي في مصلحة كل المواطنين بمن فيهم أغلبية اللاجئين.

اقرأ أيضاً: اللاجئون يغيّرون وجه أوروبا