صبحي بائع أكياس في عين الحلوة

صبحي بائع أكياس في عين الحلوة

09 نوفمبر 2015
لم يعد يستطيع تحمّل الإجهاد كما في السابق(العربي الجديد)
+ الخط -
قبل زمن، كان صبحي كامل عوض الفلسطيني المقيم في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، يعمل في حدادة السيارات. لكن على خلفية الأوضاع السياسية، لم يعد يستطيع العمل خارج المخيّم. هو كان يعمل في المدينة الصناعية في صيدا، لكنه فضّل ترك مصلحته عندما صارت السلطات اللبنانية تدقق في هويات العمال. ولأنه أصيب بإعاقة في رجله، لم يعد يستطيع تحمّل الإجهاد كما في السابق، ففضل العمل في بيع أكياس النايلون في المخيّم.

يقول: "عملت لفترة طويلة في حدادة السيارات، لكن بعدما راحت القوى الأمنيّة تلاحقنا، قرّرت ترك العمل. أنا كنت أهرب في كل مرة يقصدون فيها ورشة العمل للتحقّق من هوياتنا". يضيف أنه بعد ذلك، "صرت أبيع الخضار في المخيّم. لكنني أصبت بجلطة في رجلي. وبسبب خطأ طبّي، لم أعد أستطيع المشي كما في السابق. بعد خروجي من المستشفى، بدأت أعمل في بيع أكياس النايلون للتجار والباعة في المخيم". ويشير إلى أنه عنصر في حركة "فتح" ويتقاضى راتباً لا يصل إلى 300 دولار أميركي، "ونحن ستة أشخاص في المنزل. هذا المبلغ غير كاف لمصاريف الأولاد الخاصة بالمدرسة وحدها". تجدر الإشارة إلى أن أكبر أولاده يعمل بائعاً على عربة، في حين أنه لا يقبل أن يترك الثاني دراسته للعمل، إذ لديه شهادة رسمية هذا العام.

ويوضح عوض أنه يشتري شوال أكياس النايلون بـ 71 ألف ليرة لبنانية (نحو 48 دولاراً)، "وفي حال بعته كله، يكون ربحي تسعة آلاف ليرة لبنانية (ستة دولارات) فقط". يتابع أنه منذ شهر رمضان الماضي، وبسبب الأحداث التي وقعت في المخيم، تراجعت حركة البيع في المحلات ولدى الباعة المتجولين أيضاً، "وهو ما انعكس سلباً عليّ. وصرت عاجزاً عن سداد ثمن شوالين، خصوصاً وأنّ مصاريف شهر رمضان كثيرة".

ويشير إلى أنه وبهدف تدارك الأمور، راح في شهر رمضان يبيع زجاجات التمر والجلاب والسوس. لكن حتى هذا لم ينفعه، إذ بقي عدد كبير من تلك الزجاجات مكّدسا لديه لفترة من الزمن، بعدما عجز عن بيعها. ويخبر أن "في السابق، كان سكان ضواحي المخيم يقصدونه للتبضّع وشراء حاجياتهم، لأن الأسعار هنا أفضل بكثير من الأسعار في خارجه. لكن الاشتباكات التي تقع والتشديد على الحواجز من جرّاء الخضات الأمنية، انعكست سلباً على المخيّم وأهله".

وعوض كان قد تابع دورات عديدة، تدرّب خلالها على كيفيّة العمل في الجمعيات الإنسانيّة بالإضافة إلى التوعية حول حقوق الإنسان. لكنه في الوقت نفسه، تدرّب على استخدام السلاح "الذي لا يستخدم إلا في حالات معيّنة" بحسب ما يقول، قبل أن يعمل مدرّباً لقوى الأمن الداخلي الفلسطيني.

مع اقتراب فصل الشتاء، يتخوّف عوض من عيش المعاناة نفسها التي خبرها في الفصل الماضي. هو يقطن في منزل سدّت نوافذه بالكرتون بدلاً من الزجاج. وطيلة أشهر الشتاء الماضية، كان يعاني من تدفّق المياه إلى داخل منزله الذي لم يستكمل ترميمه. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد تكفلت بالترميم لأن المنزل كان في حالة مزرية وآيلاً للسقوط. لكن تعهّد الأونروا باستكمال البناء لم ينجز، فصارت نوافذه من "كارتون". يقول: "طرقت أبواباً كثيرة، وقصدت الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية، حتى أنني توجّهت إلى السفارة السعودية إذ إنها هي الجهة المانحة في عملية البناء. لكن مطالباتي للمساعدة في استكمال ترميم منزلي، لم تلق آذاناً صاغية". ويتابع: "منزلي يشكل خطراً علينا، لأن المياه التي تتسرب من الخارج تدخل إلى الجدران حيث مدّت أسلاك كهربائية. إلى ذلك، أبلغت الأونروا أخيراً بأنني رازح تحت عبء دين كبير قيمته ستة آلاف و800 دولار، وطلبت الحصول على نصف هذا المبلغ، على أن أسدد القيمة المتبقية لأتمكن من استكمال ترميم منزلي. لكن جوابهم أتى: نحن كنا قد رصدنا مبلغاً محدداً للترميم بحسب المهندس، والمبلغ الذي رُصد رممنا به المنزل. لا نستطيع منحك أكثر من الذي قدّمناه".

إقرأ أيضاً: أبو أشرف يحلم بأوراق ثبوتيّة

المساهمون