بعض الموظفين خارقون

بعض الموظفين خارقون

02 نوفمبر 2017
هل هو الأقدر في مجاله؟ (فابريس كوفريني/ فرانس برس)
+ الخط -

سوق العمل في الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية سوق تنافسي يشهد على معارك بين الموظفين لإثبات جدارتهم بالمناصب التي يتولونها، بالإضافة إلى معارك أخرى للوصول إلى فرص وظيفية أفضل سواء داخل الشركة نفسها أو في شركة أخرى. إثبات الجدارة يتطلب منهم أن يحافظوا على إنتاجية عالية تمنع توجيه ملاحظات سلبية إليهم تفضي بهم إلى وضع قد يجدون فيه أنفسهم خارج العمل، خصوصاً أنّ أيّ مجال من المجالات يشهد على صراع بين من هم داخله ومن ينتظرون دورهم للدخول إليه والحلول محلّ أحد ما.

على هذا الأساس، يجد الموظف نفسه تحت ضغوط هائلة بين أداء المهام المطلوبة منه بالكامل، وفي الوقت عينه تحصين نفسه تجاه محاولات إزاحته من منصبه عبر إعطاء جهد أكبر وتقديم أفكار أكثر وإيلاء العمل اهتماماً أكبر ولو على حساب حياته الخاصة.

لكن، ليست لكلّ الموظفين المقدرة نفسها، سواء على مستوى الجهد الأكبر أو على مستوى الالتزامات أو الأفكار الجديدة بحسب تقرير لموقع مجلة "فوربس". وبذلك، يتميز بعضهم فيستغل ربّ العمل ذلك في الضغط على من يعتبره مقصراً، متجاهلاً في ذلك أنّه ليس بمقصّر تجاه مسؤولياته بالذات، بل هو متراجع عن ذلك الموظف "الخارق" لا غير.

يشير موقع "مينز هيلث" بدوره إلى أنّ طريق التميز المطلق أو الوصول إلى مرتبة "الموظف الخارق" يمكن أن يمتلكها أيّ موظف بأساليب بسيطة أساسها الانضباط، فالموظف الخارق هو:

غير الفوضوي
عندما يتعلق الأمر بالإنتاج التصاعدي المستمر، فإنّ الأفضل هو ترتيب كلّ شيء في الأماكن الصحيحة التي يسهل الوصول إليها وعدم تضييع الوقت فيها، ولو أنّ كثيرين يتحدثون عن تلازم الفوضوية والإبداع، وهو المبدأ الذي لا تفضله أيّ شركة في الغالب.

منظَّم الأفكار
كحال أدوات العمل وأجهزته وملفاته لا بدّ من ترتيب الأفكار بطريقة تضع رسالة الشركة ثم أهدافها في المركز، لتدور بقية الأفكار مهما كانت خلاّقة في هذا الإطار، وتمنع التضارب بين الإبداع ومصالح الشركة. ولا بدّ في هذا السبيل من استخدام مفكرة شخصية والاعتياد على التدوين فيها والعودة إليها، فالفكرة قد تطير في الهواء بلحظة.

المنتبه والمركّز
كثير من الموظفين يلتهون بوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية أو حتى يشردون في قضايا شخصية تشغلهم. الموظف الخارق يعلم أنّ وقت العمل هو للعمل فقط لا غير، وهو عمل يجب أن يقبل عليه بكلّ شغف ونشاط ولا يعتبره قصاصاً يجعله ينتظر الإجازة دائماً وأبداً.

المستمتع بإجازته
على أساس النقطة ما قبل الأخيرة، فإنّ وقت الإجازة هو للإجازة، والهدف منها في الأنظمة الرأسمالية بحسب "مدرسة فرانكفورت" هو إعادة شحن الموظف بالنشاط اللازم عبر استغلالها إلى أقصى حدّ، وذلك كي يعود الموظف إلى عمله متفانياً.