ثلاث فلسطينيات يحيين حفلات الخليل بالتراث الغنائي

ثلاث فلسطينيات يحيين حفلات الخليل بالتراث الغنائي

14 ديسمبر 2016
يطمحن إلى شهرة أوسع (العربي الجديد)
+ الخط -

تبدو فكرة غريبة وجديدة بعض الشيء في المجتمع الفلسطيني أن تتأسس فرقة فنية على يد ثلاث فتيات، ولو أنّها ذات طابع ملتزم.

تحيي فرقة "المحبة للفن الإسلامي" الحفلات والمناسبات الاجتماعية على الطريقة الشامية القديمة. وبذلك، تسعى مؤسِّسات الفرقة إلى الحفاظ على الموروث الفني لعائلة اثنتين منهن. وهي عائلة تعود جذور العمل في الفن فيها إلى الأجداد، وتوارثه الأبناء عن بعضهم البعض، لا سيما في إنشاد المدائح النبوية والدينية.

على هذا الأساس، تعمل الشقيقتان لينا ودينا أبو سنينة ومعهما صديقتهما شيماء الحرباوي معاً في إحياء حفلات النساء في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة. تقول لينا أبو سنينة لـ "العربي الجديد" إنهن قررن أن يقدمن للمجتمع في المدينة المحافظة شيئاً جديداً لكنه مستمد من التراث. وبما أنّهن محبات للإنشاد، لا سيما المدائح النبوية، أسسن فرقتهن الخاصة. فقد شعرت الفتيات، بحسب أبو سنينة، أنّ تركيبة المجتمع المحافظ في مدينة الخليل في حاجة إلى فرقة نسائية. وهو ما ساعد بشكل كبير في نجاحهن. فالخليليون يحبون المدائح لكنّ الفرق كلّها من الرجال. وبذلك، تولّت الفتيات على عاتقهن مهمة كسر الهيمنة الذكورية على هذا المجال.

تحيي الفتيات الثلاث أشكالاً عديدة من الحفلات كالموالد والأعراس وحفلات النجاح والسهرات الرمضانية وغيرها منذ عامين. وقد بدأ صيتهن يذيع في المدينة مع تفاعل الناس معهن أكثر. كذلك، ينوعن في الأغاني والأناشيد التي يقدمنها من المدائح إلى الفن المحافظ والغناء الملتزم. تحترف الفتيات الغناء ويملكن صوتاً عذباً صنع لهن شعبية لدى نساء الخليل.

يتفاعل كثيرون مع ما تنشره الفرقة عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالرغم من إمكاناتهن المتواضعة. فهن لا يملكن كاميرات خاصة لتسجيل حفلاتهن، أو أجهزة تسجيل متقدمة، حتى ينتشر فنهن عبر الإنترنت.

طموحات الفرقة الأولية زيادة عدد أفرادها، فقد أعلنت الفتيات عن فتح باب الانضمام إلى الفرقة، لا سيما للفتيات الصغيرات، كونهن يرغبن في ضمان استمرار الفرقة أطول وقت ممكن. كذلك، تطمح الفتيات في التوسع إلى مدن أخرى في الضفة الغربية المحتلة، وفي وصول عملهن إلى أبعد حد، خصوصاً إذا استطعن تصوير حفلاتهن بكاميرات فيديو متقدمة.

ويبقى طموح لديهن في إنجاز أناشيد خاصة بهن، على صعيد التأليف والتوزيع الموسيقي والغناء، من أجل صنع بصمة خاصة لهن تتناقلها الأجيال.

المساهمون