محاكمة ناشط موريتاني قذف وزير الثقافة بالحذاء

محاكمة ناشط موريتاني قذف وزير الثقافة بالحذاء

04 يوليو 2016
وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة الموريتانية (فيسبوك)
+ الخط -
أحالت الشرطة الموريتانية، اليوم الإثنين، ناشطاً شبابياً إلى وكيل الجمهورية، بعد خمسة أيام من اعتقاله إثر إلقائه حذاءه اتجاه وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ.

وفاجأ الناشط والصحافي الشيخ باي ولد محمد، من موقع "ديلول الإخباري"، الحضور، يوم الخميس الماضي، وأثناء مؤتمر صحافي للناطق باسم الحكومة الموريتانية وعدد من الوزراء، بقذف وزير الثقافة بحذائه، قبل أن يتنحى الوزير متجنباً الحذاء بيديه وسط ترديد الصحافي شعارات وهتافات تتهم الوزير بـ"الكذب والتضليل".

واعتقل رجال الأمن رفقة بعض طاقم وزارة الثقافة الصحافي الشاب قبل أن يسلموه للشرطة لاحقاً، فيما أكدت مصادر فى أسرته عدم علمهم بمكان احتجازه حتى الآن.

وأعلنت "حركة 25 فبراير" الشبابية التي ينتمي إليها الشيخ باي، فى بيان، أن ما قام به "هو تصرف احتجاجي سليم محترم يُمارس بأريحيّة في كل بلدان العالم تقريباً"، واتهمت الناطق باسم الحكومة أنه "بوق مهمته تضليل الشعب بالمغالطات عن واقع معاناته الأليمة".

من جانبه، ندد اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بحادثة رمي وزير الثقافة بالحذاء، واصفاً إياها بـ"التصرف الطائش"، مشيداً بعدم تقدم الوزير بشكوى ضد الناشط الشيخ باي.

في حين أثارت الواقعة ردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبرأ مدير موقع "ديلول"، ماموني ولد المختار، عبر صفحته على "فيسبوك"، مما أقدم عليه الصحافي، مؤكداً إدانته الشديدة لهذا التصرف الذي يتنافى مع جميع السلوكيات الصحافية وكافة وسائل التعبير والأخلاق السليمة".



وروى الصحافى أبوبكر أحمدو الإمام، والذي كان حاضراً المؤتمر الصحافى، عبر صفحته على فيسبوك، جانباً مما حدث، قائلاً: "في أواخر إجاباته رمى الشيخ باي حذاءه نحو الوزير فارتطم بالجدار، بحيث من الواضح أن زميلي لم يقصد إصابة الناطق باسم الحكومة، ولو قصد لأصابه الحذاء بشكل مباشر، ولكنه أراد توصيل رسالة على ما يبدو، تم توقيف زميلي الشيخ باي من طرف الشرطة المرافقين للوزراء، وتعرض للكمات من بعض عمال الوزارة".

وكتب الصحافي، حبيب الله ولد أحمد، على فيسبوك: "مع أن تصرف الشيخ باي غير لائق لا أخلاقياً ولا مهنياً، فإنه على السلطات إطلاق سراحه فوراً رحمة بذويه الذين لا يعرفون شيئاً عن مصيره حتى الساعة".

وأضاف ولد أحمد: "الشيخ باي دفعت به جماعة لارتكاب تلك الحماقة الغريبة عليه، فمن يعرفه يعرف أنه خلوق وطيب ومسالم، والجماعة التى غررت به تمارس المعارضة نهاراً وتعمل ليلاً لدى جناح ضارب فى الأغلبية يهمه إرسال بعض الرسائل من حين لآخر لمن يعتقد أنهم خصومه فى نفس الأغلبية".

وكتب الناشط محمد الأمين سيد مولود، "حركة 25 حركة شبابية ثورية راديكالية، وليست حزباً سياسياً، ولا مجموعة كتاب مستقلين، ولا هيئة رسمية، لذلك فإن أي احتجاج برمي حذاء أو بيض فاسد أو كتابة على الجدران، أو صراخ في وجه المسؤولين، أو تلطيخ سياراتهم الحكومية، ينسجم مع تفكيرها ورسالة أعضائها. هي اختارت النمط الثوري ولم تختر النطاق القانوني، فالثورة لا تعرف القانون سواء الاجتماعي أو السلطوي".


دلالات

المساهمون